قتل 14 متمردا على الاقل أمس في هجومين صاروخيين شنتهما طائرات امريكية من دون طيار في شمال غرب باكستان، حيث تستهدف وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) بانتظام حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وفق ما اعلن ضباط باكستانيون. وشنت هذه الطائرات من دون طيار ست هجمات في غضون ستة ايام في اقليم وزيرستان الشمالية القبلي الذي يعتبر احد معاقل طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم اسامة بن لادن وطالبان الافغانية. واعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى في المنطقة طالبا عدم كشف هويته انه عند الفجر "قتل عشرة متمردين في هجوم شنته طائرة امريكية من دون طيار واستهدف مبنى يملكه ناشط اسلامي محلي" في بلدة دانداي دارباخيل في ضاحية ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية. وبعد بضع ساعات، وعلى بعد حوالى عشرين كلم، وتحديدا في قرية امبور شاغا في بلدة داتا خيل، اطلقت طائرة ثانية من دون طيار صاروخين على عربة وقتلت اربعة اشخاص كانوا يستقلونها هم "مقاتلون اسلاميون" وفق ضابط آخر. ويقف متمردو طالبان وراء سلسلة من الهجمات الانتحارية الدامية في باكستان منذ ثلاث سنوات. كما تتهمهم واشنطن بتنفيذ اعتداء ادى الى مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" في شرق افغانستان المجاورة، وتعهدوا الجمعة بضرب الولاياتالمتحدة واوروبا. وخلال العامين الماضيين اطلقت طائرات امريكية من دون طيار 120 صاروخا على شمال غرب باكستان مما ادى مقتل الف شخص تقريبا من بينهم قادة ومقاتلون من طالبان باكستانوافغانستان وتنظيم القاعدة لكن ايضا العديد من المدنيين، بحسب مسؤولين عسكريين باكستانيين. والاثنين، دمر صاروخان امريكيان سيارة في وزيرستان الشمالية ما ادى الى مقتل ركابها الخمسة وهم متمردون اسلاميون، بحسب عسكريين باكستانيين. والسبت، قتل ثمانية آخرون بالطريقة نفسها في منزل، والجمعة ادى هجومان منفصلان بواسطة طائرات من دون طيار الى مقتل عشرة متمردين على الاقل. وتعتبر المناطق القبلة في شمال غرب باكستان على الحدود مع افغانستان معقلا لحركة طالبان باكستان وايضا للقاعدة التي تدرب فيها عناصر وخصوصا انتحاريين. وتشكل وزيرستان الشمالية ايضا قاعدة خلفية مهمة لطالبان الافغانية التي تقاتل نحو 150 الف جندي اجنبي في البلد المجاور، ومعظم هؤلاء امريكيون. واتهمت الولاياتالمتحدة اخيرا زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود باغتيال سبعة عناصر من وكالة السي آي ايه بواسطة انتحاري اردني فجر نفسه مع نهاية كانون الاول/ديسمبر 2009 داخل قاعدة امريكية في خوست بشرق افغانستان في جوار الحدود الباكستانية. ومنذ هذا الاعتداء، كثفت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية هجماتها الصاروخية في باكستان. وقال قاري حسين احد ابرز قادة طالبان الباكستانية والمكلف خصوصا تجنيد وتدريب انتحارييين "قريبا، سنستهدف امريكا واوروبا، سنرد على الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار". وقتل اكثر من 3700 شخص خلال ثلاثة اعوام ونيف في كل انحاء باكستان جراء نحو 400 اعتداء معظمها انتحارية نفذتها طالبان الباكستانية التي تدين بالولاء للقاعدة. ويأخذ هؤلاء المتمردون على اسلام اباد تحالفها مع واشنطن في "الحرب على الارهاب" ويستهدفون بانتظام قوات الامن ومقار رسمية ولكن ايضا مدنيين. وتصاعدت هذه الهجمات الدامية في شكل واضح خلال الاسبوع الفائت واسفرت عن نحو 130 قتيلا في سبع هجمات انتحارية خلال ستة ايام.