منذ أكثر من عامين ونحن نقرأ تصريحات المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة بأن هناك دراسة لزيادة عدد أدوار البناء في المخططات السكنية الجديدة التي لم تتجاوز أدوارها عن دورين وملحق. وحتى الآن لم تظهر في الأفق أية بوادر إيجابية مفرحة لتلك الدراسة، وكأن تلك التصريحات كانت من قبيل المسكّنات والمهدئات التي تحقن في عضد المطاِلبين بزيادة عدد الأدوار في مخططاتهم السكنية. ولا ندري ما هي العقبات التي واجهت تلك الدراسة واستعصت ولادتها على اللجنة المكلفة. والحقيقة أن هناك مطالبات من سكان حي السبهاني والشافعي وبن عمران وبطحاء قريش القديم والشرائع بزيادة عدد الأدوار في الشوارع العامة إلى أربعة أدوار، والشوارع الداخلية إلى ثلاثة أدوار أسوة بمخطط الشوقية الذي لا يفصله عن مخطط السبهاني سوى شارع بعرض 15مترًا. وكذلك الحال في مخطط بطحاء قريش القديم. حيث لا يسمح بالبناء في هذه المخططات سوى دورين فقط وملحق بنسبة 10%. ولا ندري لماذا هذا التباين غير المنصف في إصدار تصاريح البناء والتضييق على المواطنين في مساكنهم، بينما نجد هناك مرونة فائقة في منح تصاريح زيادة عدد أدوار البناء لتصل إلى أكثر من عشرين دورًا في المنطقة المركزية، وهذه الزيادة الهائلة في عدد الأدوار في منطقة محصورة وشوارع ضيقة فيه مخاطر لا يحمد عقباها. إن منح التصاريح في هذه المنطقة لا يستند إلى أسس علمية وهندسية ورؤى مستقبلية ثاقبة. حيث إن هذه الكثافة السكانية الهائلة في هذه المنطقة المحصورة تتعارض مع النواحي الأمنية ومتطلبات السلامة، وتتسبب في الاختناقات المرورية التي تعيق وصول سيارات الخدمات العامة والمواد التموينية وفرق الاسعاف والطوارئ خاصة في شهر رمضان وموسم الحج. فالواجب على أمانة العاصمة المقدسة إعادة النظر في القرار الذي يخص تصاريح البناء في المنطقة المركزية، والسماح بزيادة عدد الأدوار في المخططات الجديدة ذات الشوارع الفسيحة والميادين الكبيرة لخلخلة الكثافة السكانية في المنطقة المركزية والحد من أزمة السكن التي تواجه المواطنين بعد تنفيذ مشاريع التطوير والإزالة للأحياء العشوائية التي تشهدها مكةالمكرمة. والعمل على تذليل العقبات وتضافر جهود الأمانة مع شركة الكهرباء لإيصال الكهرباء لمخططات منح ولي العهد بطريق الليث التى تشهد حركة عمرانية نشطة. لحل أزمة السكن؛ لأنه منذ العام الماضي طلبت شركة الكهرباء من أمانة العاصمة المقدسة لتخصيص مواقع لوضع المحطات والمحولات الكهربائية، وحتى الآن لم تقم الأمانة بتسليم المواقع لشركة الكهرباء لتباشر أعمالها لإيصال التيار الكهربائي للمواطنين أصحاب المنح. فإلى متى الانتظار؟! عبدالرحمن سراج منشي - مكة المكرمة