ومن الذين صلّيتُ خلفهم في المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، وله قراءة متأثرة بتراث منطقة الطائف، وصوت جميل مؤثر. وله أسلوب لافت في القراءة بوقوفه بعد لفظ الجلالة. وتميّز بتعطيشه لحرف الجيم. واستمعوا قراءته لسورة النبأ. وهو من القرّاء الذين يدرّون الدمع. أمّا الذين صلّيتُ خلفهم في المسجد الحرام فمنهم: الشيخ عبدالله الخليفي -رحمه الله- والشيخ محمد السبيّل، والشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبدالرحمن السديس، والشيخ سعود الشريم. ومن التلاوات المؤثرة التي أتذكرها لبعضهم: قراءة سورة الطارق للشيخ الخليفي في صلاة المغرب، وقراءة أواخر سورة مريم للشيخ بن حميد في صلاة الفجر، وقراءة الشيخ الشريم حين افتتح الفاتحة في التراويح فغلبه البكاء مدة طويلة قبل إتمامه لها. أمّا الشيخ علي جابر فلم أدرك الصلاة معه في المسجد الحرام، ولكني حظيت بإمامته للتراويح ثلاث سنوات في مسجد بقشان بجدة. فيا له من صوت مميّز، وأسلوب فريد في القراءة والحفظ والإتقان. ومن الطرائف أن أحد المأمومين كان يقرأ خلفه بصوت مسموع، ويسابقه الآيات في الوقفات. فتحمّله الشيخ فترة، ثم لما كثرت منازعته له بالقرآن، قال بعد التسليمة: من كان يجد في نفسه القدرة على القراءة والإمامة، فلا مانع عندنا من أن نقدمه. وسأورد بعض طرائف الأئمة -إن شاء الله- لاحقًا. وممّن صلّيتُ خلفه الشيخ سعيد شعلان. وهو كفيف البصر، وذو قراءة متقنة. وقد قيل لي إنه حفظ سورة آل عمران في ليلة واحدة. وأتقن القرآن العظيم في شهور قليلة. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وقِيل إن الشيخ بن باز -رحمه الله- سمع عن قوة حفظه، فتمنى عليه لو يحفظ فتح الباري، فحفظه. وقد أذهلنا في محاضرته -في الحج بمنى- بإشارته إلى الآية ورقمها في كل سورة. وعلمت مؤخرًا أن في «اليوتوب» مقطعًا لأشخاص يمتحنونه برقم الآية. وللحديث بقية. 026821426 فاكس [email protected]