ما أبعد الصورة التي تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان «ليس مجرد خادمة» عن الخادمة الفلبينية التي عاملها كفيلها السعودي كالأميرة عبر التصرُّف معها بطريقة إنسانية مذهلة حين دفع مصاريف علاجها وعمليتها، وأرسلها إلى بلادها بالطائرة على درجة رجال الأعمال، بمرافقة ممرضتين طوال الرحلة، وتلك التي تتداولها الأخبار والمواقع الإعلامية هذه الأيام عن قضية الخادمة السيريلانكية التي عُثر في جسدها على 23 مسماراً، اتهمت كفيلها السعودي بدقها في جسدها؟! الحالة الأولي تبين طبيعة الشعب السعودي الأصيلة التي تعتبر العاملين معهم جزءا من المجتمع، والعاملين في بيوتهم جزءا من البيت والعائلة يتم التعامل معهم بروح الإسلام الذي يحض علي حسن معاملة الأجير بما يستحقه من احترام وتأدية أجره قبل أن يجف عرفه. أما الثانية فهي حالة شاذة لا تُمثل مجتمعنا المُسلم ولا تعبر إلا عن نفسها، لذا وجب التعامل معها بكل جدية وصرامة. وأحمد الله إن الأطباء تمكنوا من استخراج معظم هذه المسامير بما فيها دبوس طوله أكثر من 6 سنتمتر من جسد الخادمة السيرلانكية عن طريق الجراحة. ويبقي التأكيد علي أن هذا العمل هو سُبة في حق السعوديين جميعا تقودني إلي التساؤل: ماذا يحدث اليوم في مجتمعنا الملتزم بمبادئ الدين والعدالة والمساواة؟ ولماذا يتكرر مثل هذا النوع من التعامل الأسود من بعض المنتمين إلي هذا المجتمع حتي مع بعض أبنائهم ومحارمهم؟ [email protected]