شركات تأمين السيارات وما أدراك ما شركات تأمين السيارات، لا أتحدث عن هذه الشركات إلاّ من مواقف عصيبة يمر بها الإنسان ليلجأ بعد الله عز وجل إلى إحدى هذه الشركات التي تستقبلك بالأحضان والماء البارد؛ لتبرد على قلبك، فيستجيب الموظف المسؤول إلى كل طلباتك لينفذها لك في أسرع وقت ممكن عبر الكمبيوتر الذي أمامه، وأنت ما زلت تبرد قلبك بالماء البارد؛ لأن المعلومات جاهزة ومخزنة في جهاز الكمبيوتر لم يدخل إلاّ كلمات تخص المؤمّن على سيارته، ثم يطلب منك والابتسامة ظاهرة على محيّاه المبلغ الذي أتيت لتؤمّن من أجله سواء تأمين المركبة، أو تأمين ضد الغير؛ فيأخذ منك المبلغ المحدد، ويدعه في الخزنة، فتخرج بطاقة التأمين، ويعطيك البطاقة سارية لمدة عام، ولكن ماذا يحصل بعد ذلك؟ الجميع منّا يدرك تمامًا أن مشيئة الله وقدره فوق كل شيء، فعندما يقع حادث دون عمد نتيجة زحام، أو حفرية حاولت تداركها، فتسببت في حوادث عدّة دون قصد، أو شخص متهوّر نتيجة سرعة، فمن هنا يأتي دور المرور، ويقرر الحادث، ويحول المتصادمين إلى قسم الحوادث إذا لم يتنازلوا عن بعض، فتجد الناس في قسم الحوادث صافّين طوابير، فما عليك إلاّ أن تصف معهم في الطابور، ويا معاناة ما بعدها معاناة، فتخرج من قسم الحوادث إلى ورشة تقدير السيارات، وتصل بك المعاناة إلى شركة إصلاح السيارات، فإذا بشركة إصلاح السيارات لا تقبل منك بطاقة التأمين التي لديك، يريدون خطابًا رسميًّا من شركة التأمين التي أمّنت فيها، فيأخذ هذا الوقت منك جهدًا تتعبك فيه مفاصل الركب، ويأتيك الضغط، ويزيد بك الصداع، فعندما تعود إلى شركة التأمين تجدهم انتقلوا إلى مبنى آخر، فتبدأ تسأل عنهم حتى تصل إليهم فلا تجد منهم الحفاوة والاستقبال والماء البارد، فتكثر أسئلتهم عن طريقة الحادث، وكأنك في قسم التحقيق، حتى أصابك الملل واليأس منهم، فترجع بعد الله عز وجل إلى صديقك الخاص، ورفيق دربك الذي لا يتخلّى عنك لحظة في مثل هذه المواقف إلاّ من عدم ألا وهو جيبك الذي تضع فيه النقود، فتقوم بإصلاح سيارتك، وسيارة الغير. إلى متى تبقى هذه المعاناة، وبطاقة التأمين لا تقبلها شركات إصلاح السيارات؟!