قضية السرقة التي حدثت في أحد مراكز التأهيل الشامل من أصحاب الضمائر الميّتة والنفوس الشريرة منذ فترة لم تظهر نتائج التحقيق فيها.. لماذا؟ لا أدري! وتم تمييع القضية بالصوت العالي، وقد تم توجيه العديد من الأسئلة الإنسانية لوزارة الشؤون الاجتماعية حول كشف مَن سرق أموال هذه الفئة التي تكرمها الدولة، وتبذل كل ما يمكن ليعيشوا بكرامة.. ولكن يبدو أن لدى الوزارة مبرراتها بعدم الافصاح عن النتائج، واليوم تظهر حادثة أخرى، وقضية فاضحة نشرت “الوطن” تفاصيلها، وسيكون مصيرها التمييع والصمت مثل سابقتها، هذه الحادثة المؤلمة التي هزّت أركان المجتمع، والتي تدل على أن مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية الذين يمثلون الرعاية والتنمية الاجتماعية يحتاجون إلى إعادة تأهيل؛ لأنهم وضعونا أمام جملة من الاستفهامات المعقدة، والأسئلة الحائرة، فهم لم يدركوا بعد أن التأهيل ليس قضية خاصة، ولكن هو أكثر القضايا شمولية وعمومًا، ولكنه كمصطلح وبكل صراحة لسوء حظه سُخّر حتى يرتبط بهذه الفئات فقط، وفي نظري أن هذه الفئات هم أكثرنا سوية؛ لأنهم يعرفون قضيتهم، أمّا نحن فالأنانية، وحب الذات قتلتنا، وأصبحت جذورها غارقة في العقل الذي لا يزال تحت التخدير، وكل المراكز لديه معطّلة. أدخل في صلب موضوعي.. ألقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على مقيم يمارس الرذيلة مع فتيات معاقات بمركز التأهيل الشامل بنجران، ويصوّرهن وهو يمارس فعلته الشنيعة. الناطق الإعلامي لشرطة منطقة نجران يقول: مركز الشرطة بالخالدية تسلّم مقيمًا يعمل بمركز التأهيل الشامل بنجران، والمقيم اعترف في التحقيق بأنه يمارس الرذيلة.. أي ضمير إنساني هذا؟ وأين مدير المركز والمسؤولون؟ لماذا أفسحوا المجال لهذا الوحش البشري؟ نعم هم مَن وفروا له الفرصة بإهمالهم واستهتارهم! كيف لهذه الفئات، وهم لا يستطيعون الحركة أن يكونوا بعيدين عن الأعين؟ الدولة -رعاها الله- وضعتهم أمانة في أعناق كل مَن ينتسب لوزارة الشؤون الاجتماعية، لماذا غابت أعينهم عن الأمانة التي أنيطت بالأعناق، لاسيما أن هناك كثيرًا من القضايا العالقة التي لاقت الإقصاء والتمييع، والمفارقة العجيبة أن مدير مركز التأهيل الشامل بنجران ينفي وجود صلة بين المقاطع الإباحية التي ضبطتها هيئة الأمر بالمعروف، وبين فتيات المركز.. يا سيدي يا سعادة مدير المركز.. المسؤول يسعى لحل المشكلات لا التغاضي عنها، وعدم احترام كرامة الفرد مفردة خرجت من رحم مراكز التأهيل، وكأنك يا سيدي تشكك في هيئة الأمر بالمعروف. فلا تنظر إلى النقد على أنه إساءة، ويجب أن لا تكون لدينا حساسية من مصطلح تواصل المسؤول ومشاركته في الهموم والمسؤوليات؛ لأن القضية عندما تصبح قضية رأي عام، غض الطرف عنها أمر مستهجن، وتأتي المفارقة المضحكة ما نشرته “الجزيرة” يوم الاحد 12 رمضان 1431ه عن نفي وزارة الشؤون الاجتماعية صحة خبر قيام عامل بممارسة الرذيلة مع معاقة بمركز التأهيل الشامل بنجران، وتصويرها بمقطع فيديو، وتقول الوزارة إنه لم يثبت لديها حتى الآن وجود مثل هذه الممارسات. الكل يدلي بمعلومات، مدير المركز ينفي، هيئة الأمر بالمعروف تثبت، الوزارة تقول ليس لديها هذه الممارسات! أين الحقيقة؟ الوحش مارس فعلته الشنيعة، والآباء والأمهات فقدوا الأمان، والتصريحات التي لا تخدم المصلحة متضاربة.. مرة أخرى.. عند مَنْ الحقيقة؟!. [email protected]