أثار المسلسل التاريخي “القعقاع بن عمرو التميمي” موجة من الشد والجذب بين المشاهدين، فاشتعلت مواقع الانترنت بالمطالبة بإيقافه نظراً لما يحتويه من مغالطات تاريخية غير حقيقية، فيما ذهبت مجموعة طائفية أخرى إلى وضع هذا المسلسل كحقيقة دامغة أمام من يعارض توجهها. وقد أشار العديد من النقاد والمتابعين إلى مشاكل المسلسل، وقالوا إنها لا تقتصر على العيوب الفنية الهائلة، بل إقحام المشاهد غير الدقيقة على السياق الدرامي وخاصة المواضيع الخلافية بين السنّة والشيعة، وتجسيده للإمام علي والخلفاء علانية والصحابة بالصوت والأيدي، وإساءة بعض المشاهد للرسول عليه الصلاة والسلام، وإثارة الخلافات السنية- الشيعية، وإظهار الأمويين كمغتصبين للخلافة، وتغييب وإحضار المؤلف لمن يشاء دون سند تاريخي، وتعصّبه لبني تميم، والانتقائية في اختيار الأحداث. وألمح البعض إلى وجود “استسهال” للكتابة التلفزيونية في المسلسل، وهو عبارة عن مشاهد رُصَّت وراء بعضها البعض بالقطع العادي، وفوضى فنية وذهنية تصل إلى حد التشويش والارتباك، ومادة هذه المشاهد مصادر تاريخية مطاعنها معروفة للمؤرخين، وقد حاول المؤلف محاباة ومهاواة مذهب أو التوفيق بين مذهبين فدخل باب التلفيق الديني التاريخي والشرعي. وأرجع العديد من المشاهدين إلى أن “الانتقائية” كانت السمة البارزة في نص الكاتب، لأسباب معلومة، وأخرى تعود لجهل المؤلف بعيوب المصادر التاريخية، والروايات التاريخية المختلفة، مثل: غيَّبَ المؤلف كثيرا من قادة فتح العراق والشام لصالح القعقاع بن عمرو التميمي، وتعصبه لبني تميم! وقد غاب نهائياً عدي بن حاتم الطائي، وضرار بن الأزور، إلاَّ في مشهدين، وحين عرض المسلسل لمشاركة النساء في فتح الشام، أشاد بدور زوجة عمرو بن العاص، ونسي أو تناسى دور جويرية بنت أبي سفيان التي قاتلتْ كالرجال، وسط دهشة أبطال فتح الشام! وقد لوحظ في المسلسل وجود أبي موسى الأشعري في جيش الشام، والثابت أنه كان في البصرة! وظهور أبي ذر الغفاري في أسوأ حال مزرية، وهو خشن الثياب، خشن الشعر، حاسر الرأس، وسخ الهيئة! ويتساءل البعض لماذا رسم المؤلف هذه الصورة القبيحة لصاحب رسول الله! يشار إلى أن المسلسل من إخراج السوري المثنى صبح وتأليف محمود الجعفري ومن إنتاج تلفزيون قطر وقام بمهام المنتج المنفذ شركة (سورية الدولية) للإنتاج الفني ويشارك فيه عدد من الممثلين والممثلات السوريين ومنهم منى واصف وسلوم حداد وباسل خياط ونضال نجم وقيس الشيخ نجيب وغيرهم.