من محاسن الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي تواصله مع الكُتّاب، وليس مثل بعض المسؤولين الذين (يخْصُرون) الكُتّاب حتى تتقطّع (مصارينهم)!. وقد تلقّيتُ منه في أزمنة مختلفة (4) رسائل حول (4) مقالاتٍ كتبتُها، وحان الوقت لكشفها، لله، ثمّ للتاريخ، والرأي السعودي العام!. فبُعيْد تعيينه وزيرًا للمياه، أثنيتُ عليه في مقالٍ لمنعه أحد موظّفيه من إلقاء موعظة دينية بعد صلاة الظهر في مُصلّى حكومي، فأرسل لي أنّ وقت الدوام الحكومي مُخصّص للعمل، لا للمواعظ، وأنه مقدّس، وما أحوجنا لتقديس الدوام في جهاتنا الحكومية التي تضيع منها -سُدىً- ملايين الساعات سنويًّا!. وعندما كتبتُ مقالاً عن استكشاف مياه الربع الخالي، أرسل لي أنّ المؤكّد حتى قبل الدراسات هو أنه لا توجد تحت صحارينا بحار عذبة، وقد اختلفتُ معه -آنذاك- لأنني أؤمن أنّ الربع الخالي يحتاج لاستكشاف، لا عن المياه فقط، بل عن الثروات الأخرى المدفونة فيه، ولا زلتُ أحلم بأن تُنشأ له هيئة مستقلّة تُعْنى به!. وبعدما كتبتُ مقالاً عن ترشيد المياه، أرسل لي أنّ الترشيد يجب أن يشمل كلّ خدمة، وأن يبدأ بالأسهل لا الأصعب، فلله درّه، إذ يُشير إلى ضرورة توفير الخدمات بشكلٍ كافٍ للمواطن، ثمّ فرض الترشيد عليه، وتغريمه إن لم يُرشّد، لا كما يحصل الآن، خدمات غير كافية، ومع ذلك فالويل للمواطن إن لم يُرشِّدْ!. وأختم بمقالٍ كتبتُه عن الصرف الصحّي في جدّة، إذ أرسل لي أنّ هذا هو ما يُشغِل باله، وأنه لا بُدّ من حلٍ جذريٍ بدلاً من الخطط الوقتية المتّبعة، وقد ترك بعدها وزارة المياه إلى وزارة العمل، ولا زالت جدّة تنتظر من الوزارة الحالية إنجاز المهمّة التي بدأها هو، وحارب لجلْب ميزانيتها الكبيرة، فرحمه الله، وأورثه الجنّة!. فاكس 026062287 [email protected]