قد لا يعلم الكثير من المواطنين الكرام، وجود حساب بنكي لإبراء الذمة بالبنك السعودي للتسليف والادّخار، صدر بتأسيسه أمر ملكي قبل خمس سنوات (ربيع الآخر 1426)، وذلك للراغبين في إبراء ذمّتهم من المواطنين والمقيمين، حتى يمكنهم أن يودعوا في هذا الحساب أي أموال حصلوا عليها بغير حق. ويكفل المرسوم الملكي الذي فتح بموجبه هذا الحساب السريّة التامة للمودع، وعدم تعرّضه للمساءلة أيًّا كانت ظروف حصوله على المبالغ التي أخذها بغير وجه حق، ويتقبّل الحساب البنكي المبالغ النقدية، أمّا العينية كالأراضي، أو العقارات، فتُنقل ملكيتها باسم البنك السعودي للتسليف والادّخار، الذي يقوم باستخدامها في الأغراض المحددة لمساعدة المحتاجين، ويُستفاد من المبالغ المودعة في الحساب، في الصرف على المحتاجين من ذوي الدخول المنخفضة، في الأغراض الاجتماعية كالزواج، ومساعدة الأسر التي تواجه ظروفًا مالية صعبة. * * * لقد تجاوزت المبالغ التي أودعت في الحساب الخاص بإبراء الذمة بالبنك السعودي للتسليف والادّخار، (177) مليون ريال وفق أحدث إحصائية في جمادى الآخرة 1431ه، وبلغ عدد القروض المصروفة من هذا الحساب 5310 قروض، والباقي تحت الإجراء لإتمام صرفها، في حين بلغ عدد القروض الموافق على صرفها 6754 قرضًا. ذلك هو دون شك باب من أكرم أبواب الخير، يطهّر المال، ويزكّي النفس، ويبرّئ الذمّة، ويكفل التوبة النصوح، وكم يتمنى المرء أن يقوم بنك التسليف والادّخار (مؤسسة حكومية) بين الحين والآخر بحملات دعائية مكثفة، خاصة في مواسم الخير والبر كشهر رمضان، وأن يسلّط إعلامنا المزيد من الأضواء على هذا المشروع الجليل.