هل هلال شهر الخير والبركة والرحمة والغفران والعتق من النيران وكل الأمة الاسلامية تفرح وتحتفل بمقدمه ولكل شعب من الشعوب طريقته في التعبير عن هذه الفرحة والاحتفال كل حسب ثقافته. رمضان صحة للجسد وغذاء للروح .. فالصوم يعمل على ردع الانسان عن اقتراف الذنوب أو الاقتراب من المنكرات ويعزز القيم العليا التي تحمي الروح والجسد .. يعلي شأن القيم الروحانية للنفس ويبهجها ويجعلها تتألق وتسمو بالراحة والسكينة والطمأنينة . الصوم نوع من التسامي النفسي والشفافية الروحية والاتصال الوجداني بالباريء العظيم دعما لقوة الروح التي تسيطر على مادية الجسم وهو ركيزة من ركائز الايمان ويمثل نوعا من الاسترخاء النفسي والعقلي ، والصائم يعد في ساحة تدريب على الاخلاص الذي به قوام الأعمال كلها على مدار حياة الانسان. فهل يعي كل واحد منا كل تلك المعاني الجميلة والغايات السامية التي من أجلها شرع الصيام .. اليك ايها الموظف الصائم لاتنس في لحظة غفلة أنك تؤدي عملك الذي تتقاضى عليه أجرا لتقدم خدمة لأي مواطن كان في أي زمان وفي أي مكان ، اتق الله في وقتك وعملك وأحسن تعاملك مع الآخرين واحذر من التهاون أو التقصير في ساعات الدوام في شهر الصيام. الى كل من استعد لهذا الشهر العظيم بكثير طعام أو شراب أو استعد لمتابعة حثيثة للمسلسلات والبرامج .. احذروا من ضياع الأوقات الفاضلة فيما لايفيد ولاينفع. الاعتدال مطلب لكل عاقل كيس فطن فالأيام لاتدوم والصحة والعافية هي بين أيدينا اليوم وملكنا أيها الشباب فالبدار البدار بالاعمال الصالحة وطلب رضا الرحمن قبل ان يأتي يوم نتمنى فيه أن نؤدي العبادات والطاعات فيعيقنا المرض والوهن. • قراءة القرآن ليست مطالعة وتصفحا وسرعة وتسارعا وسباق من يسبق من في ختمه دون تدبر وتطبيق. • الى أولئك الذين يريدون الخير بصدقات وتوزيع أطعمة وتجهيز طعام الافطار والسحور في ساحات الحرم المكي والمدني ، احذروا من أن تأذوا المصلين والزائرين والمعتمرين وأنتم لاتشعرون حيث أردتم الخير ولكن لم تحسنوا الاختيار ، فكم من متضرر من تلك الأطعمة وخاصة في السحور فبقايا الطعام في كل مكان وقد يداس عليها بالأقدام ناهيك عن الروائح التي لاتليق بالأماكن المقدسة الطاهرة التي جعلت دُوراً للعبادة. • ولازال في ذاكرتي شيء من المشاهد المؤلمة والموجعة عندما توجهت للحرم النبوي لأداء صلاة الفجر في احدى ليالي الشهر المبارك وإذ ببقايا الطعام في كل مكان ورائحة الثوم والبصل تؤذي الملائكة قبل البشر أوجعني كثيرا هذا المنظر وقلت في نفسي ليت أهل الخير يذهبون بالطعام الى أهله المحتاجين في دورهم وبيوت الأرامل والمساكين والأيتام بعيدا عن أماكن العبادة. • كل الرجاء في القائمين على شؤون الحرمين الشريفين منع مثل هذه الموائد في ساحات الحرم ويكتفى فقط بالإفطار على تمر ولبن وماء كما هي السنة الشريفة وكل رمضان وأنتم والأمة الاسلامية بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .