توقع خبراء في صناعة الشعير بالسوق الدولي ارتفاع أسعار الشعير بعد 15 أغسطس، وقال جورج البدرا أحد كبار الموردين للشعير بمنطقة الشرق الأوسط، في تصريحات خاصة ل“المدينة” أن الجفاف الشديد جدًّا حتى اليوم في المناطق الزراعيّة الرئيسيّة من روسيا لا يتيح خيارًا آخر للسلطات الروسيّة الا لفرض حظر على جميع الصادرات من الحبوب بما في ذلك الشعير. واضاف البدرا قائلًا إن هذا الاجراء الذي يدخل حيز التنفيذ في15 اغسطس القادم يشمل جميع صادرات الحبوب في المستقبل ولكن ايضًا جميع العقود الموقّعة سابقا.مشيرا الى ان روسيا، “تاريخيّا” حتى يومنا هذا كانت تصدّر ما بين 1و 2 مليون طنّ من الشعير العلفي سنويّا، ويبدو أنّ هذا العام سوف تضطرّ البلاد إلى استيراد الشعير لتلّبية الاحتياجات المحلّية، هذا الحدث الذّي لم يقع حدثه منذ سقوط النظام الشيوعي في بداية التسعينيات. وقال البدرا إن للجفاف الحالي عواقب سلبيّة مهمّة جدّا “على البلدان المجاورة بما في ذلك اوكرانيا، المصّدر الرئيسي للحبوب في الاسواق العالميّة، هو الذي كان يصدّر ما بين 5 و 6 ملايين طنّ من الشعير سنويّا”وبسبب تدمير المحاصيل لقلّة المياه والجفاف، فأوكرانيا تستطيع بأحسن حال تصدير من الناحية النظريّة ما بين 3 و 3,5 مليون طنّ من الشعير هذا العام بعجز لا يقل عن 2،8 مليون طن عما كانت تصدره سابقًا. توتر في السوق وأضاف البدرا في حديثه للمدينة قائلًا إن الوضع بالسوق المحلي الأوكراني اليوم متوتّر للغاية ولذلك فإن جميع المستوردين يتوقّعون اعتماد الحصص النسبيّة للتصدير على اقلّ تقدير ولم يستبعد البدرا أن تحذو أوكرانيا حذو روسيا بإصدار قرار فرض حظر كامل للتصدير الشعير. وحول الاسواق الاوروبية ووضعها الحالى قال البدرا إن اوروبا وبرغم الجفاف الذي ضرب المحاصيل الموسمية، تبقى إمكانيات الاتحاد الاوروبي محصورة لتغطية حاجات الأسواق المحلّية ويبقى المصدر الوحيد للتّصدير المخزون المتراكم الذي يبلغ حجمه 5.8 مليون طن من الشّعير، وفي الوقت الحاضر هناك ما يعادل مليوني طن تم حجزها لدول الاتحاد الاوروبي التي تعاني من النقص وسيتم بيع حوالى 300 ألف طن من هذا المخزون في الأسواق المحلّية. مستدركًا في حديثه قائلًا: يجب ألا ننسى أيضا أنّ الصين سوف تستورد هذه السّنة وللمرّة الاولى ما يعادل 2.3 مليون طن من الشّعير لتلبية احتياجاتها الضخمة لتغذية المواشي. تعطيش السوق وأضاف البدرا قائلا إن هناك 3.5 مليون طن من الشعير المتاح للتصدير من الاتحاد الاوروبي وأيضا من الناحية النظرية هناك 3.5 مليون طن من أوكرانيا ومن بعض المصادر الاخرى فإن الطلب على الشعير سيكون 14.255 مليون طن ولكن في المقابل فإن العرض سيكون حوالى 11.6 مليون طن. لذا فإن حجم العجز الإجمالي للشعير سيبلغ حوالى 2.6 مليون طن. لذلك نرى أسعار الشعير تنفجر وترتفع منطقيا وهي حاليا بنحو 320 دولارًا أمريكيًا للطن ( FOB المانيا) حيث كان سعره 150 دولارًا منذ شهر واحد بزيادة أكثر من 100%. لكن الوضع لا يزال متوترًا للغاية بالنسبة لاسعار الشعير، وذلك مردّه الى أن الحصاد في نصف الكرة الجنوبي وخصوصا في أستراليا متوقع في ديسمبر (كانون الأول) ولا يزال عرضة للمتغيرات المناخية، هذا بالاضافة إلى ما اذا ما اّتخذت السلطات الاوكرانية قرارًا بشأن تحديد التصدير مما قد يجعل الوضع لا يطاق حقًا من حيث ارتفاع الاسعار. لعبة التجار ومن جانب آخر تحدث للمدينة احد كبار الموردين للشعير بالمنطقة قائلًا إن هناك بعض التجار العالميين الذين يعملون على رفع سعر الشعير، مبررا ذلك بأن المخزون الذي لديهم منذ وقت كان قد تم شراؤه بأسعار مرتفعة. وعندما نزلت الاسعار قاموا بالعمل على تخزين الشعير، وهم ايضا عادوا إلى الشراء بالأسعار الجديدة لتعديل السعر النهائي لديهم بالمخزون وتعويض بعض الخسائر التى قد يتكبدونها، واشار المستورد الكبير إلى أن بعض هؤلاء التجار يسعون اليوم إلى رفع السعر مرة اخري لتقليص الخسائر وتسجيل ارباح كبيرة في هذا الشان . وعلى المستوي السوق المحلي ما زال العمل جاريًا على تعطيش السوق المحلي كما وصف احد صغار الموزعين للشعير بمنطقة مكةالمكرمة واضاف في حديثه للمدينة -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الاسعار اليوم في تزايد مستمر وهناك العمل من قبل بعض كبار التجار المحليين أن يعملوا في زيادة الاسعار وبخاصة ان السوق المحلي يزيد استهلاكه من الشعير خلال الشهور الاربعة القادمة بدءًا من شعبان إلى نهاية شهر الحج حيث -وحسب الموزع للشعير- ان منطقة مكةالمكرمة لوحدها تزيد اعداد الماشية بها خلال الشهور الاربعة القادمة بما يوزي اكثر من 60 % تقريبا لارتباط موسم رمضان والحج بالعيدين فيهما حيث يتم استهلاك كبير من اللحوم الحمراء في هذه الشهور، ولم يستبعد الموزع أن يصل سعير الشعير إلى خمسين ريالًا بعد اغسطس القادم ولكن بعدما يتم تعطيش السوق كما يصف.