إذا كنت قد كتبت، وغيري من الزملاء، دفاعًا عن المواطن السعودي، وضرورة صيانة حقه، وحفظ كرامته إذا ما تعرض لمشكلة في الخارج، فلابد من وقفة مع النفس مع فئة من المواطنين لا يتورعون عن المطالبة بحقوقهم دون النظر إلى إعطاء الوطن حقه، والحفاظ على سمعته وسمعة الغالبية العظمى من المواطنين. ومثل هؤلاء، للأسف الشديد، لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل ويسيئون لغيرهم من المواطنين دون أن يحظى الوطن بجزء من اهتمامهم. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “انصر أخاك ظالما أو مظلومًا”، قيل: يا رسول الله، أنصره مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟! قال: “تحجزه أو تمنعه عن ظلمه فإن ذلك نصره”. ونحن هنا نناقش حال تلك الفئة “الظالمة” من إخواننا الذين لا يُقدِمون على مكان إلا ويتركون خلفهم جِرسة أو فضيحة. فهناك “عينة” من المواطنين يشعرونك بالحرج من تصرفاتهم في الخارج، وكأن السفر فرصة للخروج من كل القيم والأخلاق التي تربى عليها في مجتمعه. وإذا كنا نقف معهم لضمان حصولهم على الدفاع القانوني إذا ما أرتكب أحد منهم خطأ في الخارج، فإن ذلك يجب ألا يثنينا عن إنزال العقاب الرادع بهم حتى لا يتكرر منهم الظلم لأنفسهم ولغيرهم من أبناء جلدتهم. وإذا كانت المجتمعات تحجر على “السفيه” أو “المجنون” حماية للناس منه، فإنه لا سفاهة أو جنون أكثر مما يرتكبه بعض مواطنينا عندما يتجاوزون الأنظمة والقوانين عند زيارتهم لدول خارجية، بل إن بعضهم يتعدى على القيم التي تربى عليها في مجتمعه ليمارس عكسها في الخارج. وقد أخذت هذه الصور الشاذة -المثيرة للاشمئزاز في كل مصايف الأرض العربية منها والأوروبية- في طريقها الصورة الطيبة للغالبية العظمى من المواطنين و“نمطت” صورة السعودي وحبسته داخل إطار الشهوانية والإنفاق السفيه وذر الفلوس يمينًا ويسارًا. التتمة ص ( 18) كما قالت الكاتبة أمل زاهد: “لذا لا تتعجب وأنت مسافر في بلدان العرب الواسعة حين تلمح في أعين القوم احتقارًا خفيًا وشوفينية مستترة (...) ولا تتعجب أيضًا حينما تتضاعف الأسعار عند رؤية شماغ سعودي، أو عباءة سوداء، أو سحنة تنبىء قسماتها بالانتماء للجزيرة العربية! فهل نتساءل بعد كل هذا عن أسباب ضرب سعودي في ملهى ليلي في قطر عربي، أو إساءة معاملة آخر في بلدان التصييف الواسعة”؟!