قبل انعقاد مؤتمر قمة الإتحاد الإفريقي بالعاصمة الأوغندية كمبالا يوم الأحد الماضي كان مؤتمر مجموعة دول الساحل والصحراء قد اختتم أعماله بالعاصمة التشادية انجمينا وندد في بيانه الختامي بالمحكمة الجنائية الدولية وقرارها بحق الرئيس السوداني عمر البشير وأشار البيان إلى أن مذكرتي المحكمة غير الملائمتين بحق رئيس على سدة الحكم، لا تأخذ أي اعتبار للجهود الحالية داخل هيئة الاتحاد الإفريقي. وفيما يتعلق بالاتحاد الإفريقي فقد أعلن رئيسه الحالي بنغو وا موثاريكا رئيس دولة مالاوي يوم الأحد الماضي في افتتاح جلساته أن المحكمة الجنائية تسيء إلى السلام والأمن في إفريقيا بموقفها من الرئيس عمر البشير ودعا موثاريكا الرؤساء المجتمعين إلى إيجاد حل للمشكلة الناجمة عن مذكرتي التوقيف بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني. وأضاف الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي يقول (إن وضع رئيس يمارس مهماته تحت وطاة مذكرة توقيف يسيء إلى التضامن الإفريقي وإلى السلام والأمن في إفريقيا الذين حاربنا من أجلهما طيلة سنوات). شارك الرئيس عمر البشير في اجتماعات دول الساحل والصحراء بالعاصمة التشادية انجمينا في الأسبوع الماضي لكنه لم يشارك في قمة الاتحاد الإفريقي التي تنعقد حاليًا بالعاصمة الأوغندية كمبالا. وذلك نظرًا لأنه سبق أن هددت كمبالا الموقعة على إتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وتوعدت على لسان بعض مسؤوليها- وزير الداخلية، نائب وزير الداخلية- الشهر الماضي باعتقال البشير إذا حضر إليها. ورغم أن أوغندا تراجعت عن ذلك التهديد إلا أنه القى بظلاله على العلاقات بين البلدين وشارك السودان في مؤتمر القمة بمستوى منخفض متمثل في سفير السودان لدى الاتحاد الإفريقي. ولا يمكن أن نقول أن إفريقيا منقسمة في الموقف من المحكمة الجنائية فالغالبية تساند الحكومة السودانية ضدها. وعلى الرغم من أن تشاد موقعة على إتفاقية المحكمة الجنائية الدولية إلا انها لم تستجب للضغوط لاعتقال الرئيس السوداني في الأسبوع الماضي وعن هذا كتب الصحفي السوداني كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة الرأي العام السودانية وهو من أقارب الرئيس البشير يقول (عودة الرئيس سالمًا إلى بلده تسببت فيها عدة عوامل أولها عناية الله بهذا الرجل الصالح وثانيها أن الزيارة لتشاد ليست بدعوة من رئيسها وإنما من الاتحاد الإفريقي). ويمضي بخيت ناصحًا بعدم الذهاب إلى كمبالا هذه المرّة الرئيس قائلاً. (القمة الإفريقية في كمبالا إحدى مواقع اوكامبو وسبق أن اصدرت عدة تهديدات مثلها مثل جنوب إفريقيا. حديثنا لسيادة رئيس الجمهورية إن الطريق إلى كمبالا غير سالك. ولا آمن والأرشيف مليء بالتصريحات والتهديدات التي أطلقها وزراء يوغندا حول زيارات سابقة كانت متوقعة للرئيس خاصة وزير الدولة بوزارة الخارجية ووزير الداخلية. نأمل ان يستجيب لنا سعادة الرئيس عمر البشير). هكذا إذن يبدو أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ستحد من حركة الرئيس السوداني عمر البشير في العديد من دول العالم وحتى إلى دولة جارة مثل أوغندا لكن الدول العربية وغالبية الدول الإفريقية تسانده ضد المحكمة الجنائية الدولية وتصف قراراتها بالتعسف.