يجمع كتاب يوميات زوج طهقان 20 عنوانًا مضحكًا بين فن القصة القصيرة والمقال الساخر يقدمها لنا المؤلف تامر طه في تجربته الأولى للكتابة، ومكتوب بأسلوب خفيف ساخر وراقي بلا ابتذال، ويأتي الكتاب في 144 صفحة من القطع المتوسط، وصدر في أوائل عام 2010م. يبدأ الكتاب بمقدمة تعتبر ساخنة حيث يطالعك المؤلف منذ الصفحات الأولى بإهداء يؤكد عليه فيه أنه (حصري لزوجته) حيث يخبرنا بإهدائه هذا الكتاب لها لأنه لولاها لما خرج هذا الكتاب للنور ولما أصبح طهقانًا!! كما يجبرك المؤلف على الابتسام رغمًا عنك وأنت تقرأ سلسلة الإهداءات التي سماها (جبرية) وختمها بنداء لعم حسب النبي عبدالمقصود مأذون الحي يرجوه فيه بأن يتوقف عن صنع المزيد من (الطهقانين)!! كما حملت الصفحات الأولى للكتاب تنويهًا غاية في السخرية الماكرة حيث أكد فيه المؤلف أنه ليس بالضرورة كل ما جاء في هذا الكتاب هو حالة كل زوجين حيث أنه يعيش أسعد أيامه الزوجية. ثم أضاف بخفة دم لاذعة جملة (أسعد أيامه الزوجية.. قبل إصدار هذا الكتاب!) كما تجد نفسك وأنت تقرأ الفصل الأول (يا عزيزي كلنا فصوص) مجبرًا على تخيل المشاهد الساخرة التي يقصها المؤلف حيث يجيد التعبير بدقة عن حالة زوجته وهي تحاول اللحاق بصف الجميلات عبر عشرات مساحيق التجميل والكريمات ومئات الطرق المشروعة و(غير المشروعة) كما يصفها المؤلف، كما يمكنك قراءة فصل (عندما يأتي العشاء) حيث يخبرنا المؤلف عن مجموعة من المواقف الساخرة التي حدثت له عندما غابت زوجته عن المنزل لعدة أيام مما جعله يحاول أن يطبخ لنفسه ولأولاده وجبة غداء انتهت نهاية مأساوية!! في فصل بعنوان (من قلة الأدب الشعبي) تجد روح السخرية طاغية على كل حرف حيث يبدأ المؤلف حديثه عن سيارته التي أرسلها للإصلاح مما اضطره أن يخوض تجربة ركوب المواصلات دون أن يفوت الفرصة للسخرية من ظاهرة التحرش. ، وفي باقي الفصول بالكتاب يقدم لنا المؤلف أفكارًا ساخرة تعالج الواقع المصري بأسلوب راقي بعيدًا عن الابتذال وانتزاع الضحك المفتعل حيث يشير ذلك إلى أن المؤلف يحظى بقلم مميز يعتبر من الساخرين الجدد.