لقد أدرك المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود بكل وضوح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية وانتهى إلى مقولته الشهيرة “لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب”، فمنذ أن بدأ المغفور له بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902م حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر واستمر التزام قادة المملكة بهذا التوجه منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحظى بالاضافة إلى ذلك بعلاقة خاصة مع الشعوب العربية ومن بينها الشعب المصري وفيما يلي المحطات المهمة في هذه العلاقات. ** عام 1355ه - 1926م عقدت معاهدة صداقة بين البلدين، ثم وقعت اتفاقية التعمير بالرياض في عام 1308ه / 1939م التي قامت مصر بموجبها بانجاز بعض المشروعات العمرانية في المملكة، وكان لمصر والمملكة دور كبير في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، ثم كانت زيارة المغفور له الملك عبدالعزيز إلى مصر دفعة قوية للعلاقات بين البلدين. ** أيدت المملكة مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين حيث رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز. ** أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقد قدمت المملكة لمصر في 27 أغسطس 1956م (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي وفي 30 أكتوبر أعلنت المملكة التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر. ** عقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967م، توجه المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى علىها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود.. واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973م حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر وجاءت هذه الحرب بنتائجها العسكرية السياسية لتثبت حقيقة استراتيجية مهمة هي أن لقاء مصر والمملكة على استراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل يمكن أن يحقق الكثير للأهداف والمصالح العربية العليا.