* الزميلة الكاتبة الأستاذة البتول الهاشمية كما هي عادتها في تناول مواضيع لا مفكر فيها، تناولت يوم الجمعة الماضي موضوعًا في غاية الأهمية والخطورة على البناء المجتمعي العام لنا هنا في المملكة وهو نظرة المرأة السعودية للرجل والتي لخصتها الأستاذة البتول بطريقة رائعة في افتقاد المرأة للفارس. * بقدر اتفاقي العقلي مع كل ما ورد في المقال ورؤية المرأة السعودية للرجل السعودي بقدر ما أرى أن الأستاذة البتول مالت بغير حيادية إلى صف شقيقاتها النساء وهذا مفهوم لي بل ومن حقها ولكن وكوني رجلاً أرى أنها هضمت حقوق الرجل بل واستثنتها كلية من سطور مقالها. فالمقال دفاع قوي جدًا عن حق المرأة وتقزيم أكثر للرجل بل وفي بعض مقاطعه اتهام للرجل خاصة في خصائص الفروسية. * ولأني أثق في عقلية الأستاذة البتول استنتاجًا من كتاباتها، أرجو أن تتقبل مني كرجل ما أراه مهضومًا في سطورها من حقوق للرجل وما لم تره النساء في الرجل السعودي. فالرجل كما المرأة، بقدر انتظارها هي لفارس عنتري ومجنون عامري بقدر ما يتطلع هو إلى عبلة آسرة وليلى مخلصة وبثينة عاشقة. * فكل قصص العشق والحب الخالدة التي رواها التاريخ سواء في فضاء الثقافة العربية أو فضاءات ثقافات عالمية أخرى، تصور تعاملاً شاعريًا وعواطف صادقة وأحاسيس نبيلة من الطرفين الرجل والمرأة. فالمرأة التي لا تهتم سوى برغباتها ومطالبها الخاصة والتي تتباكى عند أول هضم لحق بسيط لها وتكيل التهم أشكالاً وألوانًا للرجل، إنما هي تبعد الرجل عنها وتظهر أنانيتها وذاتيتها البعيدة كل البعد عن عوالم الوفاء والمودة والوئام. * الرجل الذي لا يعرف من المرأة سوى مطالب وشكاوى وتذمر ولسان سليط لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبادلها الحب والمشاعر الصادقة ناهيك عن أن يكون فارسًا بل ينقلب بغير وعي وإرادة إلى ثعلب يقفز على كل الحبال ويلعب بكل الألوان حتى وان تقمص شخصية المُسيَّر والمغفل والساذج. وفي هكذا وضع يلجأ الرجل إلى «الشقراء الغربية أو العربية التي تجيد ثلاث لغات في المكر والدهاء» كما قالت الأستاذة البتول. * وإنصافًا للرجل أقول لكل نساء وبنات هذا الوطن بقدر ما تطالبن بحقوقكن بما فيها الرومانسية والفروسية النبيلة بقدر ما ينتظر الرجل محبًا أو زوجًا أو أبًا أو أخًا نبلاً مقابلاً نابعًا ليس من المبادلة المصلحية بل من القلب الصادق المفعم بمشاعر وأحاسيس شفافة ونفس بريئة مخلصة والا سهل عليه جدًا ان يرتدي مئات الأقنعة وآلاف القبعات ويتجول يمينًا وشمالاً ويبحث عن الشقراء وذات اللغات الثلاث «فالعروض كما ذكرت البتول أمام عنترة أصبحت تساوي عشرات العبلات» فهو في المقام الأول والأخير ينتظر من يُكملهُ ويُحيل حياته إلى سكنٍ كما في القرآن الكريم لا حرب ضروس ونزاعات تتفوق على حروب داحس والغبراء وجورج بوش الابن. فاكس: 6718388 - جدة[email protected]