قبل أن تغادر جدة إلى القاهرة وجنيف، لم تنسَ الصديقة العزيزة مها عقيل أن ترسل لي بكتابها: (المرأة السعودية في الإعلام) استقبلته بفرح وقرأته بنهم، فهو؛ بحث حول المرأة السعودية في الإعلام، أكملته نهاية عام 2003م، وأجيز في يناير 2004م لنيل درجة الماجستير، والكتاب من جزءين الجزء الأول يمثل بحث رسالة الماجستير، من خمسة فصول، أمّا الجزء الثاني فهو يغطي الفترة بين إنجاز الرسالة وصدور الكتاب، وهي أربع سنوات رأت «مها» فيها جديدًا يطرح في وسائل الإعلام حول المرأة، فقررت إضافته في جزء ثانٍ كي تُلم بتفاصيل القضية ومستجداتها، خصوصًا وحركة التغيير سريعة وكبيرة! في الجزء الأول تتحدث عن التغيرات في الإعلام السعودي، وبخاصة بالنسبة للمرأة، فبرغم الوجود الكبير للنساء العاملات في مجال الإعلام إلاّ أن تأثيرهن على المحتوى الإعلامي مازال قليلاً، كما توضح في المقدمة، لذلك تتعرض بالشرح والتحليل لنظرية «النسوية في العالم الثالث» في الفصل الأول، لأن (عدم المساواة بين الجنسين) هو الذي أقصى المرأة عن التمثيل سياسيًّا واجتماعيًّا وإعلاميًّا (فالمرأة في الدول النامية والدول المتخلّفة مازالت تناضل من أجل كسب أبسط حقوقها في السلطة السياسية والاقتصادية، ومن منظور النسوية في العالم الثالث «تحرير المرأة، وبالتالي عملية المساواة مقيدة أساسًا بالتغير الاجتماعي الاقتصادي»)، لكن «مها» وجدت في بحثها نوعًا مختلفًا من «النسوية» في السعودية -كما تقول في الفصل الرابع- فهي لذلك عدلت: (عن تصنيف وتعريف النسويين السعوديين بالمتحررين، أو الراديكاليين، أو الحداثيين... إلى تعريف الأنظمة والإجراءات الجائرة، ونقص تكافؤ الفرص في الحياة الوظيفية والتمثيل). في الجزء الثاني تناقش القضايا الساخنة حول المرأة في الإعلام: (الحقوق المدنية والسياسية، الاستقلال، قيادة السيارات، التوظيف، سوء المعاملة، الحجاب) برؤية ثاقبة لموقعها الإعلامي المتميّز أولاً في جريدة عرب نيوز لمدة 4 سنوات محررة صحفية تكتب عن المواضيع الاجتماعية والصحية والتعليم، كما أنها أشرفت على الصفحة الاقتصادية (2002 - 2006) عملت أثناء دراستها في أمريكا معدة ومقدمة برامج في التلفزيون العربي الأمريكي، وكأول امرأة تعيّن في منظمة المؤتمر الإسلامي، كموظف محترف (professional officer)، وأول سعودية تدير تحرير مجلة تصدر في السعودية (2006- حتى الآن). الحقيقة أن الكتاب يستحق أن يخصص له المقال، لكن مها تستحق أن تقدم كنموذج للصحافية المؤهلة تأهيلاً علميًّا أكاديميًّا وعمليًّا ميدانيًّا، حصلت على بكالوريوس إعلام من جامعة فولرتن في كاليفورنيا - الولاياتالمتحدةالأمريكية (1990)، وماجستير إدارة أعمال تخصص تسويق من جامعة لويولا ماريمونت في كاليفورنيا - الولاياتالمتحدةالأمريكية (1993)، ماجستير إعلام من جامعة كالغري في كندا (2003). بعد لقاء معالي وزير الثقافة والإعلام بالمثقفين والمثقفات في معرض الكتاب في مدينة الرياض، وترحيبه بفكرة تولّي المرأة لمنصب رئاسة التحرير ثار الجدل، بين مؤيد ورافض لتولّي الصحافية السعودية منصب رئاسة التحرير، أمّا حجة الرافضين فهي تتركز في عدم وجود الكوادر النسائية المؤهلة لتولّي هذا المنصب، فأردت أن أقدم نموذجًا جاهزًا لتولّي هذه المهمة أكثر من كثير يتولون مهام ليسوا مؤهلين لها فقط مؤهل «الذكورة» هو الذي يضعهم في مقاعد تَخُب بهم! خلال دراستها في أمريكا عملت معدّة ومقدمة برامج في التلفزيون العربي الأمريكي، يعني تصلح أن تكون وجهًا ثقافيًّا وإعلاميًّا. سألتها كيف انتقلت إلى منظمة المؤتمر الإسلامي؟! قالت: بأنها ألقت سؤالاً على رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمر صحفي، لمس فيه مهنيتها الصحفية العالية، فطلب منها العمل في المجلة، أعدت مشروع المجلة وقدمته، وخلال شهر انتقلت للمنظمة، وهي لم تتوقف عن الكتابة في جريدة عرب نيوز من خلال مقالات غير منتظمة نظرًا لارتباطها العملي والسفر المتواصل لتغطية أنشطة المنظمة! شاركت في منتديات ومؤتمرات محلية حول المرأة السعودية في الإعلام نظمته الغرفة التجارية بجدة، ودور الإعلام في التنمية نظمه برنامج التنمية للأمم المتحدة مكتب الرياض، ودور الإعلام في التوعية بالإيدز نظمته وزارة الصحة السعودية. قدمت ورقة عمل عن: ماذا يريد الإعلام المحلي من المجتمع التربوي؟ وماذا يريد المجتمع التربوي من الإعلام المحلي في ورشة عمل نظمها مكتب الإعلام التربوي لإدارة التربية والتعليم للبنات بجدة، وورقة عمل عن معوقات الإعلام المتخصص في السعودية في المنتدى الثاني للإعلاميات السعوديات الذي نظمه مركز المرأة السعودية الإعلامي بالرياض. شاركت في تنظيم الإعلام بمنتدى جدة الاقتصادي 2005، ومنتدى سيدات الأعمال السعوديات بجدة 2007. بحكم عملها في المنظمة حضرت القمة الإسلامية في السنغال، والمؤتمر السنوي لوزراء خارجية الدول الإسلامية؛ ممّا أتاح لها إجراء لقاءات صحفية مع قيادات إسلامية مثل الأمير سعود الفيصل، ووزراء خارجية دول أخرى مثل إيران وفلسطين وماليزيا، ورؤساء دول مثل أوغندا والبوسنة وتتارستان، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية وغيرهم من وزراء ومسؤولين، وهي مهتمة بالأدب والتاريخ وقضايا المرأة والرسم والتصوير! كرّمتها منذ أسابيع الجمعية الخيرية لمساعدة المسنين بلبنان، وهي جمعية كبيرة تنظم حفلاً سنويًّا يحضره نخبة من المجتمع اللبناني، ويتم تكريم شخصيات لبنانية وعربية لها إنجازات في مجال عملها، وفي العمل الخيري. وكان من ضمن المكرمين هذا العام السيدة جورجينا الشاعر ملاط السفيرة السابقة لكولومبيا في لبنان، الدكتور جمال سليمان الفنان السوري العالمي، الدكتور عبدالرزاق الأبيض رئيس مؤتمر الشرق الأوسط لطب الشيخوخة، ومعالي الوزير وديع الخازن رئيس المجلس العام الأعلى الماروني.