كان أحد أبرز المخاطر التي تحدّث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، بالإضافة إلى كون إيران تمثل خطرًا على المنطقة، وعلى الأمن والسلم الدوليين هو أن إيران تُنكر المحرقة اليهودية!! ورغم أننا لا نفهم إصرار الرئيس الإيراني، ومؤيديه على إقحام قضية المحرقة اليهودية (Holocaust) بمناسبة وبدون مناسبة، خاصة وأنها قضية تاريخية لا معنى لإثارتها مُجددًا، ورغم أننا ندرك أن المحرقة تجربة إنسانية قاسية، ذهب ضحيتها الملايين من اليهود، وغير اليهود، فإننا نتساءل: وماذا عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بشكل منهجي ضد الفلسطينيين؟ إن مَن واجه الظلم، وعرف مرارة فقد الأهل والولد، ينبغي أن يكون أول مََن يقف أمام عدم تكرار الظلم على الغير. لذا فإن من الغريب أن يتحوّل الفلسطينيون الذين لا ذنب لهم فيما وقع لليهود ضحية على يد اليهود، ويتعرضوا لهولوكستات منظمة ومستمرة منذ أكثر من ستين عامًا هي عمر الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم!! وإذا كان التاريخ قد سجّل العديد من الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين منذ احتلالهم الأرض الفلسطينية، ليس آخرها الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008- 2009 الذي أدانه المجتمع الدولي، واعتبره جريمة ضد الإنسانية، فإننا نتساءل: بأي ذنب تستمر معاناة الشعب الفلسطيني البريء من دماء ضحايا الهولوكوست؛ ليكون ضحية لهولوكوست جديد ومُتجدد؟!