صدر حديثًا عن دار المفردات بالرياض الديوان الأول للشاعرة نادية صالح البوشي بعنوان «فتنة البوح»، واحتوى الديوان على عدد من القصائد ومنها قصيدة، «وهجٌ حبيس»، و «حيرة»، و«أرجوحة الحب»، و«قراءة»، و “فتنة البوح” التي تقول فيها: في الحرفِ سرُّ غوايتي وهدايتي ... للحرفِ لونُ فواجعي ومواجعي وحكاية الأنفاسِ والإحساسِ منذُ ضفيرتي الأولى إلى أن خاتلتْني شهرزادٌ عندَ أحلامِ الصبايا أستقي شهدَ الحكايا ثم أسكبُهُ نشيدًا لذةً للمتعبين ففي ربى الحرفِ الشفيفِ قصيدتي ضرَبتْ لها في هدأتي وعدًا وتاهتْ في تلافيفِ الحروفِ ومن العناوين الأخرى للقصائد التي احتواها الديوان: «ضجر»، و «أشلاء حلم»، و«صمت»، و«رؤيا»، و«بوح»، و«غيثُ الأمل»، و«من ذاكرة الموت»، و «أوبة»، و«بريق الرماد»، و«في عاتيات القيود»، و«قلق»، و «توسلات»، و»نبض مبتور»، و «في عيون الخطيئة»، و«قراءة في فنجان القلب»، و«خطيئة الشعراء»، و«حين جف الرحيق»، و«مخاض»، و«ربما أضغاث»، و «فداك الجرح ... لن أشكو..!»، و «طيف»، و«صدى»، و«أسماء»، وغيرها من القصائد الأخرى. ومن قصيدة وهج حبيس نختار هذا المقطع: وتجيء مثل النورِ يحضنُها الأملْ .. وتزيحُ أتربة الوجلْ فتسيلُ أسرارَ الأسى: ماتتْ سنينُ الجدبِ والقهرِ العجافِ وحانَ صبحُ الأمنياتِ ولم أزلْ في هودجي مرهونة للفتنةِ العمياءِ تحرسُني الخطيئة واحتمالاتُ الفسوق وشبهة الغي ال تحاصرُني إذا ما راودتني رغبة العمرِ الشهي وبعضُ أحلامِ النقاء. إن ديوان فتنة البوح للشاعرة السعودية نادية البوشي جسّد ألق الفتنة في الشكل والمضمون ومتعة البوح الشفيف العفيف معًا.. ولأن الشاعرة ذات الصوت المتجذر كعروق النخيل في أعماق التربة الخصبة في بلدتها العلا الشمالية الضاربة في عمق التاريخ باسم مدائن صالح المشهورة في منتصف التاريخ العربي ب (وادي القرى) عاصمة الشعر العذري، وهي ذاتها الصوت الشعري الممتد والمتمدد إلى المدينة الطاهرة طيبة الطيبة مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث تقيم حاليا، وبالتالي تمدد صوتها الشعري بين براءة القرية وطهر المدينة الطيبة، ليتشظى نتاجها الشعري كزغرودة فرح بين قدرتها الفائقة على النحت بإزميل من ألماس والحس المرهف في النفس البشرية ومهارة الغوص في دواخلها، وتجليات النص الضاربة في سقف الدهشة والإبهار إيقاعًا وموسيقى ولغة وفكرًا وشاعرية فذة. يقع الديوان الحائز على جائزة أبها الثقافية في مجال الشعر في 126 صفحة، احتواها غلاف من تصميم غيداء الحويكم، بينما توسطت الغلاف لوحة حروفيات للفنان التشكيلي السعودي محمد مظهر.