** مع نهاية الثمانينيات الهجرية وبداية التسعينيات بدأ جيلنا يقرأ لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وكانت بعض كتاباته تأخذ حيزاً على صفحات هذه الجريدة الغراء، وكان الكثير مما يكتبه يناظر فيه صديقه أباتراب الظاهري-رحمه الله- وكانت قضية مخطوطة كتاب الإيصال المفقود للإمام ابن حزم الظاهري محوراً هاما لكتابات الرجلين ونشر أبوتراب-آنذاك- صفحة مخطوطة من الكتاب المذكور فآمن أبوعبدالرحمن بادعاءات أبي تراب، ثم تقابل الرجلان على مائدة أسرة الوادي المبارك في المدينةالمنورة والتي كان يرأسها -آنذاك- المربي والناقد والأديب المعروف الاستاذ عبدالعزيز الربيع-رحمه الله- فكتب أبوعبدالرحمن يشيد بعبقرية أبي تراب وكان يدعوه في مرحلة الطلب ب(الملهم) وقبل عدة سنوات دعاني السادة آل هاشم - وهم أسرة علم وفضل بالبلدة الطاهرة في ليلة علمية على شرف شيخنا أبي عبدالرحمن ثم في ليلة تالية كان المضيف فيها الزميل الأستاذ يوسف ميمني، وفي تلك اللقاءات المباركة كان أبوعبدالرحمن يشيد بمواهب أبي تراب المتعددة كما ذكر أنه تلقى إجازة من والده الشيخ عبدالحق والذي كانت له حلقة علم بالمسجد الحرام، وأتذكر أنه أبدى ملاحظة على أن بعضاً من الشعر الذي ينشده بعض الأصوات الندية في الحجاز غير مستقيم نحوياً وعروضياً، وهمست في أذن الزميل الميمني إن كان يحتفظ في مكتبته بشيء من إنشاد المرحوم (سعيد أبوخشبة) وولجنا إلى المكتبة فكان الحاكي يهتف بقصيدة (رباه) التي أبدعها المرحوم الشاعر طاهر زمخشري وأنشدها (بإتقان) قبل أكثر من نصف قرن من الزمن فتحركت كوامن الشجن عند أبي عبدالرحمن ثم انصرفنا ونحن نشيد بوسطية واعتدال وتسامح الشيخ الظاهري. * في المكاشفات التي أجراها الإبن الكريم الاستاذ ساري الزهراني مع أبي عبدالرحمن استأت كثيراً من بعض عباراته في حق شيخه أبي تراب وخصوصا عندما نعته بأنه أعجمي متناسياً بأن أشهر عالم في اللغة العربية صاحب الكتاب (سيبويه) هو أعجمي، الأصل، عربي الثقافة إسلامي الديانة والهوية، ولهذا لم أعجب من تطاول البعض- هداهم الله- على أبي تراب ما دام أبوعبدالرحمن قد بدأ بشيء من هذا الذي ننكره. !!Article.footers.image-caption!!