قال الضَّمِير المُتَكَلّم: (بند 70، بند 102، بند 105، بند 106، بند 1440، بند الأجور، بند الأجر الثابت، بند الأجر اليومي، بند الأغلال والأوقاف، بند سوسة النخيل، بند حمّى الوادي المتصدّع، بند الوفُورَات، بند المستخدمين، بند حمّى الضنك، بند صندوق الطالب والطالبات، بند المكافأة المقطوعة، بند محو الأمية، بند المباشر، بند التشغيل، بند البحث العلمي، بند النفقات والدراسات البحثية، بند الفروع الإيوائية، بند التعليم الموازي والمستمر، بند تشغيل العمرة). أعزائي لا تذهبوا بعيدًا فهذه ليست طلاسم يرددها أحد المشعوذين، وليست أسماء شوارع، ولا أسماء للجِنّ الأزرق!! إنها (بُنُودنا) مصدر فخرنا وعِزتنا، فلنا الأسبقية على العالم في اختراعها وحقوق ملكيتها الفكرية؛ فحسب تصريح سابق لوزير الخدمة المدنية نشرته صحيفة (الاقتصادية) في عددها رقم (5873) هناك أكثر من (140 بندًا) مخالفًا معيّنًا عليها أكثر من (180 ألف موظف سعودي)!! بنود تم تصنيعها لسببين: أولهما: عجز الخدمة المدنية، ووزارة المالية عن استحداث وظائف رسمية تغطي حاجة المؤسسات الحكومية، وما تشهده من توسع؛ فما كان من مسؤولي تلك المؤسسات إلاّ سدّ العجز بالتحايل على النظام بتلك البنود المباركة!! وثانيهما: أن تلك البنود طريق سهل العبور للواسطة، وتشغيل أقارب المسؤولين ريثما يتم البحث لهم عن وظائف رسمية!! أمّا الضحية فهم المواطنون البسطاء المساكين الذين تضطرهم الحاجة للعمل على تلك البنود؛ ولأنهم لا يملكون سلطة المحسوبية التي تعمل على تثبيتهم على وظائف رسمية؛ فإنهم يعيشون مهمشين بمكافآت ضعيفة، وفاقدين للأمان الوظيفي، ولكل الميزات والبدلات التي ينالها الموظف الرسمي!! تلك البنود المؤقتة تشعرنا بأننا نعيش في بلد مؤقت في أنظمته؛ فهل المقصود إعطاء المواطن الغلبان درسًا تطبيقيًّا في العقيدة بأن العمر فانٍ، والحياة مؤقتة؛ ربما.. فأهم شيء العقيدة!! ولكن في النهاية لابد أن نصفق لتلك البنود؛ فقد أدخلتنا (موسوعة جينيس) للأرقام القياسية..!! والشكر للقارئ والموظف المؤقت أبي عبدالله صاحب فكرة هذا المقال!! ألقاكم بخير والضمائر متكلّمة. فاكس: 048427595 [email protected]