حتى الفشل يُصنع منه نجاح لو استثمر بنجاح. هذه الفلسفة استمدها الغرب من مبدأين اثنين، أولهما حتمية الفشل يومًا ما على كل إنسان، إلاّ إذا كان من الخائبين الذين لا يقدمون للحياة ولا لأنفسهم شيئًا ذا بال. أما المبدأ الثاني، فقصة توماس أديسون مكتشف الكهرباء، والذي عيّره أصحابه بفشله ألف مرة (وقيل عشرة آلاف مرة) قبل أن يقع على الاكتشاف المذهل الذي غيّر حياة البشرية من بعد، عندها قال: (أنا لم أفشل، لكني اكتشفت ألف طريقة لا تعمل)!! ولذا كتب أحدهم واسمه (لاري كون) عن 10 معوقات لا تؤدي إلى الفشل الفعال المثمر، أي الذي لا يتعلم منه الفاشل الدروس الكافية التي تساعده على النجاح فيما بعد، أو تجنب الفشل بالطريقة نفسها. أول هذه المعوقات: الحديث عن المحاولة الفاشلة أمام الأهل والأقارب والأصدقاء؛ لأنها تدفع بك إلى استصعاب التوقف، أو تعديل المسار، أو التحرك في اتجاه جديد. استعينوا على قضاء أموركم (والفشل أحدها) بالكتمان. أمّا الثاني: فهو أن تفشل ببطء، فالمفترض أن تتعلم بسرعة من أخطائك المفضية إلى فشلك، وأن لا تستمر في محاولة يائسة تعلم في أعماق قلبك أنها فاشلة. الثالث: أن تنتقل من مدينتك إلى أخرى بحثًا عن النجاح. وفي ذلك التزام كبير قد يكون مكلّفًا ويصعب العودة عنه. والرابع: هو تسمية المشروع ابتداءً باسمك، أو اسم والدتك، أو أحد أقربائك. لا أحد يرغب في إطلاق اسمه على مشروع فاشل في نهاية المطاف. يمكنك حتمًا الاستعانة ببعض الأوصاف الرنانة من شاكلة (بنشر النجاح)، فلا أحد يهتم إن بنشر النجاح أو سقط من جبل سلمى، لكن من المحزن لك أن يسقط (بنشر سمير)، أو يُغلق (مطعم جوهرة)، وجوهرة هي مدامتك الموقرة. أمّا المعوّق الخامس الذي أختم به اليوم: فهو التخطيط الزائد، أي أن تخطط كي تخطط، وأن ترسم لكل صغيرة وكبيرة رؤية ورسالة، وتضع أهدافًا وبرامج، وفي النهاية لا إنجاز يُذكر، لأن كثرة التخطيط يمنع من إنجاز التخطيط، ويؤدي إلى خربطة التخطيط. وغدًا أكمل!! [email protected]