نجح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في تحقيق الهدف الأول من زيارته للولايات المتحدة وهو تحسين العلاقات مع واشنطن ، عندما اختار توقيتًا للزيارة يسبق ببضعة أسابيع انتخابات الكونجرس النصفية . واتضحت مؤشرات نجاح الزيارة في إقامة نتنياهو وزوجته في الجناح الرسمي المخصص لكبار الزوار (بلير هاوس) ، وفي عقد مؤتمر صحفي للرئيسين في أعقاب لقائهما في المكتب البيضاوي الذي استمر ساعتين ونصف الساعة اتفق الجانبان خلالها على ضرورة الانتقال بالمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة إلى المفاوضات المباشرة . ولم ينس السيد أوباما خلال اللقاء الذي يعتبر الخامس من نوعه منذ عام ونصف العام مدح إسرائيل لتخفيفها الحصار عن غزة . السلطة الفلسطينية التي أكدت أكثر من مرة على أن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق أي شيء يذكر مع اقتراب مهلة الأربعة أشهر التي حددتها الجامعة العربية للحكم على جدوى تلك المفاوضات تواجه موقفًا صعبًا يضعها مرة أخرى أمام خيارين أحلاهما مر ، فهي إما أن تذعن لمطالب واشنطن وتوافق على استئناف المفاوضات المباشرة والتنازل عن شرط أن تبدأ تلك المفاوضات من حيث انتهت في عهد أولمرت ، أو أن ترفض الطلب الأمريكي وتصر على موقفها بعدم استئناف المفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وهو ما سيتيح لإسرائيل الترويج على أنها كانت بصدد تقديم تنازلات مؤلمة كانت ستقدمها من خلال المفاوضات المباشرة التي رفضها السلطة . السلطة الفلسطينية التي أبدت ترددًا كبيرًا في المشاركة في مؤتمر أنابوليس ، ثم في الموافقة على الدخول في المفاوضات غير المباشرة لاعتقادها بعدم جدية إسرائيل والراعي الأمريكي في إمكانية حلحلة الوضع وإمكانية تحقيق اختراق في عملية السلام تجد نفسها مرة أخرى أمام اختبار صعب : إما الإذعان للضغوط الأمريكية بما يجردها من المصداقية والحد الأدنى من الحفاظ على الكرامة الوطنية ، أو التمسك بالإرادة السياسية التي تعني الإصرار على تجميد الاستيطان ، وإنهاء الحصار على قطاع غزة فورًا وفتح كافة معابر غزة التجارية والسماح بتدفق السلع ومواد البناء والاعتمار والحديد والأسمنت وفتح الممر الآمن بين غزة والضفة الغربية لتنقل الأفراد وفتح الممر المائي بين غزة والعالم الخارجي .