هربت خادمة آسيوية معنفة من قسم أمراض الفشل الكلوي بمستشفى الملك فهد بجدة الأسبوع الماضي رغم خطورة حالتها وعدم إمكانية خروجها، حيث فوجئ العاملون في المستشفى بهروبها بعد فترة إقامة امتدت لأكثر من 3 أشهر بسبب حالتها الصحية السيئة. وكانت الخادمة ماريا -34 عامًا- قد لجأت إلى المستشفى مدعية أنها تعرضت للعنف على يد زوجة مكفولها بسبب خلاف نشب بينهما على تنظيف المنزل، إثر رفض الأولى استخدامها للمكنسة الكهربائية وإجبارها على التنظيف يدويًّا، وحين لم تستجب لمطالب سيدة المنزل فوجئت بها تضربها بآلة حديدية على إحدى كليتيها ممّا جعلها تفقد الوعي لتفيق بعدها بالمستشفى. وتقول الخادمة إنها أبلغت قنصلية بلادها بما حدث فأخذتها من مكان إقامة مكفولها بأبها إلى مستشفى الملك فهد بجدة لتمكث فيه 3 أشهر دون أن يسأل عنها أي أحد من كافة الأطراف سواء كفيلها أو السفارة. وأوضحت إحدى المريضات التي كانت تشاركها الغرفة بالمستشفى أن حالة الخادمة النفسية كانت سيئة جدًا بسبب تجاهل القنصلية وكفيلها وعدم سؤال أحد عنها، وكانت ترغب في العودة لأهلها. إلاّ أن كفيلها نفى كل ما ادعته الخادمة، مؤكدًا أن هروبها كان سببًا في تعرضها للعنف على يد مجهولين في الشارع. وقال في اتصال هاتفي مع “المدينة”: قصة خادمتي مايا بدأت منذ استقدامها لمدينة أبها حيث لم تكن ترغب بالعمل وكثيرًا ما تبدي تذمرها من تنظيف المنزل، وهربت قبل حوالى 3 أشهر أي بعد حوالى 23 يومًا فقط، ومباشرة توجهت إلى شرطة شرق أبها لتسجيل بلاغ بهروبها، فأفاد أحد الموظفين بأنه لا بد من التوجه إلى شرطة غرب أبها الذي أوضح بدوره أن هروب الخادمات ليس من اختصاصه، وأن عليه مراجعة إدارة مكافحة التسول، ومن هناك تم تحويله إلى إدارة الوافدين حيث سجل البلاغ لديها. وأضاف: بعد مرور أكثر من 3 أسابيع تلقيت اتصالاً يفيد بأنه تم العثور على الخادمة وأنها حاليًّا في السفارة الإندونيسية بجدة، وتم تسليمي بلاغ تغيب نهائيًّا من قبل إدارة الوافدين ممّا يعني إخلاء مسؤوليتي تجاهها. كما تحدثت ل “المدينة” زوجة الكفيل “أم عبدالله” موضحة أن الخادمة كانت تشتكي دائمًا وتعاني من تعب يومي وعند ذهابي بها إلى المستشفى أوضح الطبيب المعالج أنها تعاني من مرض (الهربس) وتحتاج إلى بعض المسكنات وبالفعل بدأت بتناول الأدوية وسألتها في تلك الفترة إذا كانت لديها رغبة في السفر خصوصًا وأنها كانت تعاني مرضيًّا، ولكنها رفضت السفر وكانت تمارس عملها مع استمرار تذمره يوميًّا، وفوجئنا ذات يوم باختفائها، وبعد هروبها بفترة أخبرتني خادمة لدى إحدى قريباتي بأن مايا كانت تقول لها “سأهرب وأذهب إلى مكة”. وأوضح مصدر مسؤول في مركز الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة ل “المدينة” أن الخادمة كانت تعاني من فشل كلوي نتيجة تعرضها للعنف -حسب قولها- وهربت لاحقًا من المستشفى رغم أن حالتها الصحية لا تسمح لها بالخروج كونها تحتاج إلى غسيل مستمر. ورغبة في الاستماع إلى كافة الأطراف حرصت “المدينة” على التواصل مع قنصلية دولة الخادمة للتأكد من وضعها وحالتها، إلاّ أن المسؤول المعني بالقضية رفض الإدلاء بأية معلومات.