حِوار تم بين عَربي وأوروبي قال فيه الأوروبى: ماذا فعلتم أنتم العرب؟ وماذا أضفتم للبشرية؟ أنتم أمة سَادت ثم بَادت، وغاب بريق الشمس عنكم، وأصبحتم مُهمَّشِينْ عَالميًّا، وشعوبكم مُسْتهلِكَة.. أجابه العربى: نحن الأمة التى نوَّرَتْ طريقكم الى العِلم، وأنتم تتجاهلون ذلك، قال: اتركنا عن الماضي، أرني الحاضر ماذا فعلتم؟ نحن الذين اخترعنا لكم الكماليات التي بحوزتكم الآن، والتي تسهل حياتكم وتتمتعون بها، مثل الطائرة والسيارة والقطار والتلفزيون والهاتف بأنواعه والأدوية وأجهزة علاجكم، واكتشفنا القمر، وذهبنا إلى المريخ، وإلى عُمق الفضَاء، ومراكز أبحاثنا لم تقف عجلاتها عن الدوران في التفتيش عن ما يخدم البشرية ويسعدها فأين معامل أبحاثكم؟.. ألم أقل لك إن أمْخَاخ عُلمَائكم في سبات عَميق، بسبب غياب الدَّعم والتشجيع؟.. وغالبية شعوبكم تعيش واقع (الدكتاتورية)، وضجيج الصراع العربى - العربى، ومنشغلة في فتاوى الجواز والتحريم. وأضاف: وهناك أيضًا ما يُميز بعض شُعوبكم بصَوتهم الواضِح والقوي في العالم، وهو إثراء ملاهي الليل (وكازينوهات) لعب القمار.. إنهم أثرياء لكن أغبياء؟ ولهم بَاع طويل في البذخ والتبذير، وهذا يُظهر مدى نيْر عُقولهم، وسِعة إدراك تفكيرهُم، وأجزم أن عَالمكم فيه شيء غلط؟.. أما شبابكم العربي نصفه تقريبًا معطل، والنصف الآخر نُقسِّمه قسمين: قسم واجهة مشرقة لكم، وآخر يتقدم سريعًا وبقوة لكن إلى الخلف، لأنه يجهل التعامل مع المستقبل، فهو حائر، ومَحرُوم من الكثير من المقومات، ويعاني الإهمال والحوافز والتأهيل، لذلك لا يتحمّل المسؤولية التي توكل إليه، فهو لا يجد ما يشغله سوى الكرة، خلاف تسَكُّعه في الأسواق، وتحرُّشه بالنساء، وإدمانه على الجلوس في القهاوي. وأضاف: إن الشباب مرحلة مهمة في حياة الإنسان، ونواة شجرة شامخة تثمر حَسَب ما يُعتنى بها وهي نبتة، وعندكم هذا مفقود، فهل هناك تكافؤ في المعادلة بين عالمنا وعالمكم؟.. أجابه العربى: إن جزءًا من وجهة نظرك تُلامس الحقيقة، لكن مجتمعنا برضه الأفضل والأكثر تماسكًا، ويكفينا فخرًا أننا أحفاد مَن مهدوا لكم الطريق لاخترعاتكم واكتشافاتكم، نحن أحفاد العالم الرياضي والفيزيائي والفلكي الحسن بن الهيثم، وعباس بن فرناس الذى قام بمحاولات عديدة لإنشاء آلة طيران عام 825 قبل تجربة الأخوان (رايت) للطيران في بريطانيا، ونحن أحفاد الحكيم الرازي وغيرهم الكثير، إذًا نحن النواة، وكان عليكم التطوير، رمقه بنظرة استهزاء وصمت. [email protected] ف/048470836