قرأت في ملحق الرسالة الأغر المؤرخ 28/6/1431 ه مقالا للدكتور الفاضل أنور بن ماجد عشقي بعنوان (الجنة منزهة عن الجنس) واستدل على ذلك بأن آدم عليه السلام لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وقد سحب هذا الحالَ في تصوره على مستقبل مَن يدخلون الجنة ، وقال إنهم لا يمارسون فيها الجنس. وبالرجوع إلى قوله تعالى في الآيتين 55 و 56 من سورة يس ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)) وما ما قاله المفسرون حوله ، اتضح غير ما ذكره سعادته حيث ورد في تفسير الدر المنثور ج 8 ص 308 وتفسير الطبري ج2 ص 534 و تفسير بن كثير ج6 ص 582 و تفسير القرطبي ج15 ص 43 و أضواء البيان ج 7 ص 243 و فتح القدير ج6 ص 178 و تفسير اللبيب ج13 ص 261 و تفسير السعدي ج1 ص 697 و تفسير الالوسي ج17 ص 5 و غير هم وغيرهم ، أن شغل أصحاب الجنة المشار إليه هو افتضاض البكارى وقد روي عن ابن عمر رضى الله عنه كما جاء فى الدر المنثور (ان المؤمن كلما أراد زوجته و جدها عذراء) وجاء في و صف الجنة عن أبى هريرة رضي الله عنه ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أنطأ في الجنة ؟ قال نعم ، والذي نفسي بيده دَحْمًا دَحْمَا، فاذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا ) قلت من أراد التوسع في معرفة دَحْمًا دَحْمًا فليراجع معجم لسان العرب حرف الميم إذ ليس هنا مقام تفصيله. وعلى ذلك والله اعلم أن أصحاب الجنة يتمتعون بما شاؤا ، ومن ذلك الجنس وكما ورد عنها أن فيها (ما لاعين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ) وفى الحديث أعلاه ما يوضح ذلك وقد أورد أيضا ابن جرير وابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: و(أزواجهم )، قال: (حلا ئلهم) أما ما يفعله الإرهابيون اليوم من التغرير بالشباب، وزعمهم أن الحورية تقبع بجوار الشاب وهو في سيارته لا يراها إلا حينما يفجر نفسه و يضر بالآخرين، فهذا زعم لايخفى كذبُه، وواضح بطلانُه، ولا يصدقهم فيه إلاَّ مَن ليس لديه مِسْكَةٌ من عقل ولا نصيب من تفكير ولو كان لدى أؤلئك الشباب شيء من العقل والتدبر لعلموا أنهم يقدمونهم للتهلكة، ويؤخرون أبناءهم وأنفسهم، فهل يُعقل أنهم يؤثرونهم بالحوريات، وبالجنان الوارفات، ويحرمون فلذات كبادهم ومن يعزون عليهم منها لو كانوا صادقين؟؟ سؤال لا يعي جوابَه إلا ذو عقل وبصيرة؟؟ في الحقيقة ان أولئك الشباب المغرر بهم لم يدركوا انهم مطايا يركبها المجرمون للوصول الى تحقيق مآربهم من خلالها ولاحول ولا قوة الا بالله، فعلى المجتمع كافة كل فيما يخصه أن يَمُدَّ يدَ التدبر والتوعية للشباب حتى لا يقعون بين براثن مَن يريدون بهم سوءا، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، وهوالموفق والهادى الى سواء السبيل.