كما هي العادة في كل عام ازدحمت شوارع جدة أمس الأربعاء بسيارات الطلاب الذين تدفقوا جماعات وفرادى معبرين عن فرحتهم بانتهاء اختبارات نهاية العام الدراسي، كل يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة بين ضحكات هستيرية وغناء وصراخ وألعاب نارية، فيما رفع البعض شعارات “مونديالية” تعبيرًا عن تفرغهم لمتابعة الأدوار النهائية من مباريات كأس العالم بعد أن حرمتهم الاختبارات منها طيلة الفترة الماضية. واتجه آخرون إلى الكورنيش للاستمتاع بمنظر البحر وممارسة هواية الصيد للترويح عن أنفسهم بعد معاناة أيام الاختبارات. ولم تخلُ هذه الفرحة العشوائية من مخالفات وسلوكيات غير مستحبة حيث مارس بعض الطلاب التفحيط في الشوارع والميادين المحيطة بالمدارس رغم التحذيرات المرورية من مخاطر هذه الهواية القاتلة، وتأكيده على معاقبة المخالفين، فيما لجأ البعض الآخر إلى قص شعره بطريقة غريبة وصبغه بألوان عجيبة، وهي بالتأكيد سلوكيات دخيلة على مجتمعنا المحافظ. “المدينة” رصدت أجواء هذه الفرحة التي عاشها طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، حيث انتهت أمس اختبارات الثانوية، فيما سبقهم زملاؤهم في المتوسطة يوم الاثنين الماضي لتبدأ العطلة الصيفية. وكان الطلاب -حسب عدد منهم تحدثوا ل “المدينة”- قد أعدوا مسبقًا خططهم للاحتفال بنهاية العام الدراسي، وما إن فتحت أبواب المدارس بعد انتهاء الاختبارات حتى تدافع المئات من الطلاب كل يريد ان يكون له السبق في الخروج من المدرسة، وازدحمت بهم الشوارع المحيطة فمنهم من بدأ بالغناء والصراخ والقهقهة بطريقة هستيرية، ومنهم من عبر عن فرحته بإطلاق الألعاب النارية ونثر قصاصات الورق الملونة في الشوارع وعلى السيارات التي تمر بالمكان، فيما رفع آخرون اعلام وشعارات فرقهم المفضلة في كأس العالم 2010 ولسان حالهم يقول: “كم نحن متعطشون للاستمتاع بالمونديال، ولم يعد هناك ما يمنعنا”، على اعتبار أن البطولة العالمية المقامة حاليًا بجنوب إفريقيا جاءت هذا العام متزامنة مع فترة الاختبارات النهائية. بينما فضل العشرات التوجه بسياراتهم الى الكورنيش ليمارسوا طقوسهم الاحتفالية على إيقاع أمواج البحر. الا ان المشهد وبصفة عامة لم يخل من سلبيات دخيلة ضمن ما تسرب إلى شبابنا في إطار ما يسمّى ب(العولمة)، تلخصت في قصات الشعر الغريبة لبعض الطلاب والصبغات بألوانها وانواعها المختلفة، وكان أكثر ما يشد الانتباه الكيفية التي قام بها البعض في صبغ لون شعره، كصبغ النصف الأمامي مثلا وترك الخلفي بلونه الطبيعي. كذلك كان التفحيط حاضرًا في المشهد الاحتفالي صباح يوم امس في كثير من أنحاء جدة رغم كل الجهود التي يبذلها المرور والتي ساهمت بالفعل في الحد من هذه الظاهرة، مقارنة بالأعوام الماضية.