لم يكن يعلم المذيع والشاعر الراحل خالد زارع القادم من ينبع إلى جدة الباحث عن وظيفة أن كلماته “أدّيني عهد الهوى” سوف تصل إلى فنان كبير بحجم طلال مداح رحمه الله لأنه كان يتصور إنه لا يزال في البداية وأن طلال لا يغني إلا للأسماء الكبيرة، رغم مواهب خالد زارع التي أشاد بها الكثير في ذلك الوقت، وهو بحق كذلك، سواء كان مذيعًا أو شاعرًا أو ممثلاً، وهذه صفة في أغلب المواهب في ذلك الزمن. ورغم أن خالد كان يعمل في وظيفة أخرى قبل أن يلتحق بالإذاعة، إلا أن مواهبه المتوقدة عجّلت بدخوله في مجال الإعلام والكلمة الغنائية لكن طلال كسر توقعات خالد وأخذ الأغنية من فوزي محسون رحمه الله وأخبره إنه سوف يقوم بتسجيلها وأسمعه اللحن فأندهش زارع كيف وصلت الأغنية إلى طلال وإنه لا يعرف طلال ولم يكلمه من قبل، لكن الفرح كان يخالج زارع أن فنانًا مثل طلال سوف يغني له، وعلى الفور في اليوم التالي ذهب زارع إلى فوزي بحكم قرب السكن ومعرفته بفوزي، وسأل فوزي عمّا حصل فقال له طلال دائمًا يزورني في منزلي وصديق قديم جدًا وزميل عمل في البريد وقد لحنت كلماتك وغنّيتها أمامه فأصّر إلا أن يغنيها ويسجلها وأعجب بها. وبعد ذلك توالت أعمال رائعة بين طلال وزارع، وكانت أعمالاً جميلة، وقد لاقت النجاح حتى اليوم وانتشرت أغنية “أديني عهد الهوى” حتى يومنا هذا، وكان فوزي رحمه الله قد صاغها بشكل مبهر، وكان تعاون بين هؤلاء العمالقة في ذلك الزمن الجميل وكان يهمهم العمل الجيد للجمهور بعيدًا عن الأنا، ثم قدم فوزي لطلال رائعة أخرى “من بعد مزح ولعب” من كلمات ثريا قابل، وكلمات كثيرة صاغتها في أغاني لفوزي محسون الذي كان يقدم كلماتها بغزارة وكانت ناجحة في الكلمات والأداء. ويبقى هؤلاء هم القاعدة في الأغنية السعودية التي تعتليها الأجيال القادمة.