لا شك أننا عشنا في الأيام الماضية ذكرى عزيزة على نفس كل من ينتمي لهذا الوطن الطاهر، وهي ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، هذا العهد الذي سجّل فيه خادم الحرمين الشريفين منعطفًا هامًّا في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث شهدت هذه الفترة نقلات نوعية في شتّى المجالات، فاستطاع خلالها أن يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة، فأصبحت منافسًا كبيرًا للكثير من الدول، سواء ما نشهده من تطور في مجال الصحة أو التعليم والصناعة وغيرها، حيث شهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تقدمًا ملحوظًا لإنسان هذا البلد في شتى المجالات فقد أولى حفظه الله التعليم جل اهتمامه لإيمانه أن العلم هو السبيل الوحيد في التقدم والنهوض بالأمم فكان للتعليم النصيب الأوفر فتضاعفت في عهده الميمون أعداد الجامعات والكليات، وتم ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب للدراسة في الخارج. كما شهد القطاع الصحي في المملكة تطورًا نوعيًّا سواء كان ذلك في المستشفيات أو الخدمات المساندة كل ذلك جعله خادم الحرمين بأيدٍ سعودية. وها هو الآن يؤسس لمرحلة صناعية جديدة ونقلة تقنية عالمية بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والتي ستفتح آفاقًا واسعة في مجال صناعة الطاقة.. لقد تم في عهده حفظه الله تحديث العديد من الأنظمة سواء كان ذلك في القضاء أو غيره لإيمانه التام بأن هذه الأنظمة والتشريعات يجب أن تواكب تطورات الأمم ومتطلبات العصر، وقد عمل على إنشاء المدن الاقتصادية وتسهيل سبل الاستثمار في الداخل ودعم جميع الصناديق الاقتصادية التنموية وغيرها، ممّا أكسب الاقتصاد الوطني متانة كبيرة وجعله يواجه جميع الأزمات العالمية بثبات. أسس حفظه الله آفاقًا جديدة للحوار مع الآخر، فبادر بحوار الأديان بين الأمم، ودعا له من خلال المنابر الدولية وحمل راية السلام لإيمانه برسالته السامية، وأسس للحوار في الداخل بين جميع أفراد شعبه من خلال الحوار الوطني لمناقشة جميع القضايا بشفافية بين كل طبقات المجتمع. أثبت حفظه الله شجاعته في مواجهة كل من يحاول أن يمس أمن هذا البلد، وذلك من خلال مواقف خالدة كان آخرها مواجهته للعدوان الغاشم على الحد الجنوبي، حين بادر دون تردد للتصدي لهذا العدوان والحفاظ على أمن المملكة. ونحن نحتفي بالخمسية الأولى لخادم الحرمين الشريفين، وفي ظل قيادته الحكيمة التي سارت على ثوابت دينية راسخة، فاستطاع حفظه الله من خلالها أن يضع بصمات إنجاز خالدة منذ لحظة توليه مقاليد الحكم سائرًا على نهج مؤسس هذا الكيان العظيم وإخوانه ملوك هذه البلاد، وجنب بحكمته وقيادته الحكيمة هذه البلاد جميع الأزمات في عالم مليء بالمتغيرات، واضعًا نصب عينيه النهوض بوطنه ومواطنيه، وما هذا الاحتفاء إلاّ ترجمة لما يكنه أبناء هذا الوطن لقيادتهم من ولاء وإخلاص. يحق لنا جميعًا أن نفخر بقائد هذه المسيرة، وراعي نهضتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه. * مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير