حظى مجال صيانة الكمبيوتر على إقبال عدد كبير من الفتيات السعوديات، خاصة بعد أن انتشرت حوادث السطو على الأسرار والمعلومات والصور من أجهزة البنات من قبل بعض محلات الصيانة، مما دفع أخريات لديهن الرغبة والقدرة على العمل في صيانة الأجهزة على تبني مهمة العمل في مجالات الصيانة والبرمجة وخلافه، حيث بدأن في العمل بعدة مجالات في صيانة أجهزة الكمبيوتر، وطالب عدد منهن بضرورة تبني مواهبهن في الصيانة من خلال فتح عدة مجالات في هذا التخصص في الجامعات والمعاهد. “المدينة” التقت عددا من الموظفات اللاتي لديهن الخبرة في مجال صيانة أجهزة الكمبيوتر، واللاتي اكتسبنها بالتدريب والممارسة، ليحكين عن تجربتهن في هذا المجال. تقول أسماء الثبيتي، موظفة في مركز المودة الاجتماعي ومسؤولة قسم الصيانة والدعم الفني ومدرسة حاسب: لطالما رغبت في الخوض بمجال صيانة الكمبيوتر لانتشار استخدام الكمبيوتر في الوسط النسائي والحاجة لفنيات صيانة يستطعن تقديم المساعدة دون الحاجة للرجال، وتشير إلى أن النساء أكثر من نصف المجتمع، ودخولهن في هذا المجال وغيره يساهم بشكل ملحوظ في تطوير المجتمع، لان العلم في هذا الزمان متعلق بالكمبيوتر والتقنية بشكل أساسي فلا بد أن تتوسع المعرفة النسائية في هذا المجال لتساعد في تطوير البلد والنهوض به. وتضيف: توجد كوادر نسائية طموحة تحتاج للدعم والمساعدة لتوسع خبرتها في هذا المجال، الذي يفتقر توفر المكان بحيث يساعد على الانطلاق في العمل التقني وهذا من اكبر المشكلات التي تعوق كسر حاجز الاحتكار الذكوري لهذا العمل. في الوسط النسائي توجد طاقات كامنة جبارة إن استغلت يمكن الرقي بالمجتمع بشكل كبير، فالفتاة العاملة بالصيانة عليها طلب واسع في الوسط النسائي في مجال الصيانة. ومن جهتها تقول لمياء العراقي: لن يتوقع من أي فتاة سعودية أن يكون لديها خبرة في مجال صيانة الكمبيوتر، وقد تجد صعوبات كبيرة في حال كان لديها رغبة في خوض تجربة الصيانة والتركيب للأجهزة، وهذه العقبة تعوق المرأة من أن يكون لديها اكتفاء ذاتي في مواجهة أي عطل قد يحصل في المدارس أو المعاهد التي لا تخلو من اقتنائها لأجهزة كمبيوتر وبروجكتر وغيرها من وسائل التعليم الحديث، وهذا يلزم القسم النسائي بالاستعانة في الخبرات الذكورية مع أننا نواجه أزمة البطالة في حجم الفتيات العاطلات عن العمل. وتذكر منال خوجة طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز قسم برمجة كمبيوتر: كنت ارغب في دارسة الأجهزة واكتساب خبرات في صيانة أجهزة الكمبيوتر، ولكني توجهت للبرمجة لعدم توافر مثل هذه التخصصات للفتيات في الجامعة ونحن نعاني عند رغبتنا في الاستعانة بإخصائيي صيانة عند حصول أي عطل في أجهزتنا سواء كمبيوتر أو جوال، حيث كثيرا ما تتعرض بياناتنا الشخصية والصور المخزنة بالجهاز إلى السرقة وهذا ما يجعلنا نتردد كثيرا في إرسال أجهزتنا إلى مهندسين صيانة رجال. وتتساءل بدورها عن إمكانية توفير هذا المجال للفتيات وعن أسباب تأخر استغلال رغبات الفتيات في خوض هذا المجال الذي لا غنى لنا نحن النساء عن طلب استشارات إخصائيي صيانة كمبيوتر بسبب الارتباط المكثف سواء على مستوى الجامعة أو العمل أو في البيت بأجهزة الكمبيوتر. وتشير إلى أن القائمين على صيانة الكمبيوترات والوسائل التعليمية الأخرى في الجامعة عمالة وافدة في حين إننا نشتكي من البطالة، والسبب هو عدم تجنيد كوادر سعودية للنهضة بشؤوننا المحلية ومعالجة جميع أمورنا بأيد وطنية سعودية. فالفتاة السعودية لا ترى مانعا من خوض مجال الصيانة لأجهزة الحاسبات وملحقاتها، كونها لا ينقصها المهارة في خوض مثل هذا المضمار، وترى أن يتم فتح تخصص لصيانة أجهزة الحاسبات وملحقاتها كمقترح يتم دراسته من قبل وزارة التعليم العالي ليكون أحد أقسام كلية الحاسبات وتقنية المعلومات في جامعة المؤسس والجامعات الأخرى.