أكد د.سلمان بن فهد العودة" المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" أن هجوم إسرائيل على أسطول الحرية يبين التفكك الذي يُعانيه الكيان الصهيوني وأضاف:" بل حتى الشارع اليهودي من كبار أدباء وإعلاميين يرون أن إسرائيل تتجه لأن تكون دولة جرداء يتحاشاها العالم، فقضية أسطول الحرية أصبحت قضية عالمية بعد الإدانة على الهجوم بل أصبح العالم يعي الممارسات الإسرائيلية، ومن الايجابيات الحراك العربي والإسلامي في محاولة فك الحصار، كذلك الحضور التركي الجميل ومن خلال هذه القضية دعونا أن نتقارب أكثر فعلى الدول العربية أن تتقارب مع تركيا بشكل أكبر بدلا من علاقة تركيا بإسرائيل، بل حتى شرفاء العالم الذين منهم الانجليزي الذي أسلم على متن السفينة، وأمام حشد هذه الإيجابيات نجد أن أيضا هناك دورا نسائيا كبيرا وحضورا لعدد من النساء سواء من الكويت أو الجزائر أو غيرها فأعتقد أن هذه القافلة فتحت نافذة جميلة بل أنها أحرجت الكيان الصهيوني وبدأ يشعر بالحرج أمام الرأي العام الدولي، بل البعض يربط هذا العمل بالمحرقة التي تعرض لها اليهود فالتوظيف والاستغلال لهذه المحرقة من خلال الإعلام فمثلا أفلام هوليود كل يوم تنتج فيلما عن المحرقة مع أن هناك مجازر صارت في البوسنة ومدينة سربنريشيا، بل أن هناك محرقة جديدة في فلسطين يحرسها الكيان الصهيوني فهل سيتم تسجيل مثل هذه المواقف" وأضاف العودة:"ومن الناحية العملية هل يمكن لنا ان نتجاهل الماضي ؟ العمر الذي قضيته وأيام الطفولة والعقل والخبرة والنقص والخطأ، فلا تستطيع أن تغفل جانبا من الماضي فهو يطل أمامك في الحاضر، فالماضي يلبي لبوس الحاضر والبعض تخيّل المستقبل انقلابات وتخيّلات مع أنه في العادة أن المستقبل هو امتداد للحاضر، فالإنسان يألف ويحنّ للماضي وهذا شيء طبيعي لأنه يتذكر ايجابياته ويعيش الحاضر بسلبياته وهذا فيه قدر من خداع النفس فعلينا أن ننظر إلى الحاضر ولا نعيش حالة نكوس، ولعدم قدرته على التكيف مع الحاضر فيفرّ منها ويهرب إلى الماضي يجب أن نتعامل بعفوية وأن نتواصل كالأطفال ونتعامل مع الأشياء بروح طفولية، وبداية التصالح مع الحاضر هو التصالح مع الماضي، والبعض يعتقد أن فشلا في الماضي سيرافقه فشل في المستقبل وهذا يؤدي إلى إخفاق في الحاضر، فالحديث عن الماضي قد نفرط فيه كثيرا فالأجداد بنوا حاضرهم ولم ينظروا لماضيهم، والصحابة رضوان الله عليهم لم ينظروا إلى ماضيهم بل عملوا لحاضرهم , وقد يأخذون من ماضيهم شيئا لينتفعوا به بمقدار ما يفيدهم في حاضرهم و مستقبلهم .