هل أصبحت مسئوليتنا ككتاب تنحصر تحت إطار ذلك الحديث الذي استسمحكم في تحويره ليصبح « من رأى منكم إهمالاً فليزله بقلمه « ؟! .. ذلك أضعف الإيمان ، هو كذلك .. وسط عدم الاهتمام من قبل الكثير من المسئولين ، لتهربهم من الاجابة ، الأمر الذي يزيد من وضع علامات الاستفهام ، ويضع المسئول ( مداناً ) في نظر المجتمع ، قُلت الكثير من المسئولين ، ولم أقل جميعهم ، لأن هناك – حقيقة – من هم على مستوى المسئولية والثقة ، يواجهون الصحافة .. ليس من أجل دحض طرحها أو تكذيب رواياتها ، بل من أجل تصحيح معلوماتها ، وإيقافها على حقائق الأمور ، واطلاعها على الإجراءات التي اتخذتها حيال ما تناولته من قضايا . وهم إذ يفعلون ذلك ، لثقتهم بأنفسهم ، وثقتهم في أجهزتهم الإدارية التي تعمل دون كلل أو ملل بغية اداء الرسالة المنوطة بها على أكمل وجه . ولقد أسعدني جداً أن أتلقى اتصالاً هاتفياً من سمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف ، تعقيباً على مقال نشرته حول (سيول الرياض ) .. وكان سموه أديباً جماً في حواره الهادئ المتزن ، إذ لم يلبس خلاله « عباءة المحاماة « ويعلن براءة جهازه عما تمخضت عنه أمطار العاصمة .. بل أبدى سموه إعجابه بالطرح الهادئ .. مبيناً الجهود التي قامت بها ( الأمانة ) لتفادي آثار تلك الكارثة ، والحلول المستقبلية المطروحة لتفادي ذلك مستقبلاً ، ومشيداً بالدعم والتوجيه الذي يلقاه من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض . وهذا الرد الكريم والسريع من سموه والذي تم في نفس يوم نشر المقال ، يقودنا إلى نجاح إدارة العلاقات العامة في الأمانة التي أنشأت موقعاً الكترونياً يهتم بنشر كل ما يتعلق بإدارتها ، ويُمكن المسئول الأول من متابعة ما ينشر في أي زمان وفي أي مكان . وذلك يعني أن إدارات علاقات بقية الأجهزة التي تضع في « أُذن طين « وفي الأخرى « عجين « من خلال عدم اكتراثها لما تطرحه الصحافة إمَا أن مسئوليها ينامون في العسل ، وإما أنهم مشغولون بالارتزاز ( بمشالحهم ) في المناسبات الكبرى ، يظلون في غياب متقطع ، في انتظار أن تأتيهم الصيحة من قبل ( محافظ ) يُسجل عليهم ذلك الغياب ، كما حدث لمدير مكتب العمل في « سكاكا « .. هل سمعتم يوماً – أو بالأحرى – قرأتم أن مسئولاً في مكتب العمل ، أو أمانة مدينة جدة ، أو الخطوط السعودية ردَ – على مستوى شخصي – على ملاحظات كاتب أو وسيلة إذاعية أو تلفزيونية حول ملاحظات ظهرت على جهازه ؟! قطعاً .. لا . ولذلك يستمر التردي في أنشطة تلك الأجهزة ، لدرجة باتت معه الخطوط الجوية أقرب للمصير الذي آلت إليه ( سكة حديد الحجاز ) الذي أصبح أثراً بعد عين ، حيث التهمت شركات الطيران العربية والأجنبية الجزء الأكبر من الكعكة ، بسبب أن مسؤوليها يعيشون في برج عاجي ، لا يلقون بالاً لما يُنشر من ملاحظات على أدائهم التشغيلي ، اسألوهم : كيف نجحت الشركات العربية الخاصة في أن تدخل سوقنا في كل من جدة وينبع ، بينما لم يُتح لها زيادة عدد رحلاتها إلى ذلك البلد ، أو حتى إعطاء الشركات السعودية الخاصة الحق في نقل مماثل؟! أصدقكم القول ..أجزم بأن معظم مسئولينا الذين يتخذون مكاتب في الأدوار العليا ، وسط مظاهر الأبهة ، ويغسلون عيونهم بالمناظر الخلابة ، لايعرفون ماذا يدور في أروقة الأدوار الدنيا ، ويُطبقون ( المركزية ) بشكلها البغيض في إداراتهم ، ولا يتيحون لنوابهم صلاحية التوقيع حتى على شراء « أقلام ودبابيس دباسة « يُبقونهم في حالة من (كف اليد) مادامت لهم الإدارة .