موقف السيدة هيلين توماس، عميدة مراسلي البيت الابيض، التي اختارت التقاعد بعد اعتذار وأسف على ملاحظات جريئة أدلت بها ضد إسرائيل، هو موقف حمله غيرها كثير من أصحاب الرأي وبعض السياسيين، منهم من أفصح عنه وهم مازالوا في مواقعهم، بينما فضل آخرون تأجيله إلى ما بعد خروجهم من مواقعهم الوظيفية او السياسية. وفي كلتا الحالتين أصابهم ما يصيب كل من يتناول السياسة الإسرائيلية وممارسات إسرائيل الشاذة من هجوم على أشخاصهم ومواقفهم، بل ومتابعتهم حتى آخر يوم من حياتهم وذلك لإظهار ما يملكه اللوبي الإسرائيلي من قوة تطال كل من لا يخضع لأهدافه وسياساته مهما بلغت من الشذوذ والبشاعة؟! لقد وقفت هيلين توماس في واشنطن عاصمة السياسة الأمريكية وأحد أكبر معاقل النفوذ الصهيوني لتقول «إن على الاسرائيليين ان يغادروا فلسطين وان يعودوا الى بلدانهم في بولونيا وألمانيا أو الى الولاياتالمتحدة»؟! وهو قول، حتى وإن أجبرت على الاعتذار عنه، سيظل صداه يدوي في الأروقة الإعلامية والسياسية الأمريكية لزمن طويل قادم. يبقى تعليق واحد فرض نفسه على قلمي فلم استطع مقاومته وهو حقيقة أن هيلين توماس عاصرت وغطت أنباء عشرة من رؤساء الولاياتالمتحدة في مسيرة مهنية حافلة امتدت ستة عقود. وهو أمر يستحيل أن يتحقق لصحفي في عالمنا العربي .. حتى ولو بلغ أرذل العمر !!.