ما معنى أن يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السيارة «غزال -1» التي تم تصميمها وصنعها بأيدي طلبة كلية الهندسة بجامعة الملك سعود لتكون باكورة الصناعة السعودية الثقيلة، وأن يتحدث سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بكل الفخر والاعتزاز عن المدن الاقتصادية في بلادنا التي أحدثت نقلة نوعية في اقتصادنا الوطني، وأن يكرِّم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل المتميزين الذين أضافوا مزيدًا من الصفحات المضيئة في سجل وطن العزة والشموخ، ما معنى أن يتم ذلك كله في وقت واحد تقريبًا؟ معنى ذلك أن هذا البلد الأمين يسير قدمًا في مسيرته المباركة نحو المجد والسؤدد، بعد أن اختصه الله عز وجل بنعم وميزات لا تعد ولا تحصى، عندما ميزه بكثير من الميزات التي لم تجتمع لأي بلد آخر في العالم، عندما أنزل آخر كتبه قرآنا عربيًا معجزًا فميزه، وعندما بعث فيه سيد البشر نبيًا ورسول هدى ورحمة للعالمين فميزه، وولى عليه ملكًا عظيمًا موحدًا فميزه، وولى عليه ملكًا نادرًا قادرًا مبادرًا فميزه، ووليًا للعهد سلطانًا حكيمًا حليمًا كريمًا فميزه، ونايف المكانة قوي الأمانة نائبًا مهابًا فميزه . تطلعات القيادة المخلصة نحو المستقبل المشرق الواعد الذي يليق بالوطن والمواطن التي يزداد سقفها يومًا بعد يوم مع ما يتحقق من إنجازات تنموية ضخمة في كافة المجالات والميادين تؤكد على أن طريق الشباب السعودي إلى المجد يمر عبر التميز والتفوق والإبداع التي تشكل أدوات الانطلاقة السعودية الجديدة نحو التقدم والعبور إلى المستقبل متسلحًا بسلاح الإيمان والعلم والعزيمة. لقد شرَّف الله عز وجل إنساننا بجوار بيته العتيق وبحمل رسالة خدمة الحرمين الشريفين وحجاج ومعتمري وقاصدي بيت الله الحرام، وعلى أن يكون قلعة للإسلام وحصنًا للمسلمين، ومنارة للمهتدين، ومنبرًا للحوار، وشعلة للعلم، وبارقة أمل للمستضعفين، فكان بحق وحقيقة وطن التميز تسامحًا واعتدالاً ووسطيةً وإشراقًا بنور الهدى وشموس العلم ودروب المعرفة.