حين يدرك الشاب أن تحقيق الذات والوصول الى القمة ليس أمراً بعيد المنال، فيمكنه إذن أن يبذل جهده لتحقيق طموحاته، والشاب حسين أبو حجر بدأ في تعلم القرآن الكريم في مساجد المدينةالمنورة كونه قد نشأ وترعرع في حضن أسرة متوسطة الدخل في طيبة الطيبة لأب يعمل في تعليم القرآن بالمسجد النبوي، لكن مهنة التدريس لم تكن لتحقق للشاب الذي يحلم بالإدارة أحلامه وأمانيه، كون مردودها لم يكن بالمبلغ الذي من الممكن أن يقيم أسرة. بحث حسين عن فرصة عمل لكن دون جدوى، فاتجه الى مدينة الأحلام «جدة» وبها تعرف على شاب مستثمر يريد أن يبدأ مشروعاً جديداً فالتقى المغامر الصغير بالكبير وبدآ معا رحلة الكفاح. المستثمر وعد حسين بأن الوظيفة ستكون في الاستقبال في نادٍ صحي هو الأول من نوعه، لكن زيارته للمكتب الحلم صدمته بأن هذا المبنى لايزال قيد الإنشاء، ولأنه أحرق سفن التراجع قرر أن يباشر العمل عاملاً يساعد في بناء «مستقبله»، ليمر عام ويصبح الحلم حقيقة حين أدرك أن هؤلاء الواقفون على قمة الجبل لم يهبطوا من السماء هناك، فلم ينظر إلى نفسه نظرة دونية، ولكن كانت لديه العزيمة والإصرار على أن يصعد الجبل كما صعدوا ويصل إلى القمة كما وصلوا. عاد حسين إلى جدة للمشاركة في بناء النادي ويطور من مهاراته، والاستفادة من قدراته، وبعد اكتمال بناء النادي باشر العمل كموظف استقبال، يستقبل العملاء ويتعامل مع طلباتهم، كما شارك في العديد من المهام منها إدارة خدمات العملاء واستشاري مبيعات، وتم توليه لمنصب مدير العلاقات العامة والتسويق حتى أصبح مديراً للموارد البشرية في مركز “كاي” الرياضي، وهو سلسلة مراكز حققت نمواً، وتطورت الشركة لتعد من إحدى أسرع مائة شركة نمواً في المملكة. يقول حسين: إن كنت أنسى فلن أنسى جهود الدكتور بدر الشيباني فقد كنت خبزه وعجينه، وهو الذي صنعني وعلمني ماذا يعني أن تحلم وتسعى لتحقيق الحلم.