يعتبر التنظيم الجيد للرحلات السياحية بدءاًً من حجوزات السفر وأماكن الإقامة وتحديد المواقع السياحية وكيفية الوصول إليها، يعد من أهم العوامل التي تشجع الجمهور لحضور الفعاليات والنشاطات السياحية. وعلى الرغم من وجود العديد من شركات السفر والسياحة في المملكة العربية السعودية، إلا أن معظم نشاطاتها تنحصر في إصدار تذاكر السفر وتنظيم بعض الرحلات السياحية خارج المملكة. ولا توجد شركات كافية متخصصة في تنظيم الرحلات السياحية داخل مناطق المملكة، باستثناء الشركات العاملة في تنظيم رحلات الحج والعمرة للمواطنين والمقيمين. وكشفت دراسة قام بها مركز اسبار للدراسات والبحوث حول تنظيم الرحلات السياحية واشارت الدراسة الى أن أكثر من نصف أفراد العينة 50.9% قد كلفوا أحد أفراد الأسرة بتنظيم تلك الرحلات، إضافة إلى أن 17.8% من إجمالي أفراد العينة قد أشرفوا بأنفسهم على تنظيم رحلاتهم السياحية. كما يلاحظ أن 16.6% يعتمدون على أصدقائهم في تنظيم رحلاتهم السياحية. أما نسبة الذين يعتمدون على شركات السياحة لتنظيم رحلاتهم السياحية فلا تتعدى 6.7%، وتعكس هذه النسبة المتدنية مدى قصور شركات السفر والسياحة في التنظيم والترويج للسياحة الداخلية داخل مناطق المملكة. كما يلاحظ ارتفاع نسب الشباب الذين يعتمدون على أفراد أسرهم في تنظيم الرحلات السياحية في كل من الحدود الشمالية 67.5% وتبوك 58.1% ونجران 57.5% والجوف 56.4%. وفي المقابل تنخفض هذه النسب لكل من المدينةالمنورة 23.6% وإلى حد ما في مكةالمكرمة 48.9% وعسير 49.7%. وعلى الرغم من انخفاض نسب الشباب الذين يعتمدون على الشركات السياحية في تنظيم رحلاتهم السياحية لأقل من 7.0% في جميع مناطق المملكة، إلا أن المدينةالمنورة قد انفردت بنسبة عالية بلغت 23.6%. وقد يعزى ذلك إلى أن منطقة المدينةالمنورة من إحدى المناطق الرئيسة للسياحة الدينية التي تعتمد على شركات السفر والسياحة لتنظيم الرحلات السياحية. من جانبه أكد داوود الوادي مدير مشروع الوكالات السياحية بهيئة السياحة والآثار أنه قد حدد في السياسة العامة لتنمية السياحة أن تنظيم قطاع منظمي الرحلات السياحية هو أهم العناصر الأساسية لنجاح تنمية السياحة المستدامة، وهذا يتفق تماماً مع توجهات جميع إدارات السياحة في مختلف دول العالم، وحتى تتمكن الهيئة من التحكم في تنمية صناعة السياحة في المملكة، لا بد من وجود تنظيمات ولوائح لنشاط تنظيم الرحلات السياحية، بهدف كسب ثقة المستهلك في جودة المنتجات السياحية. وبيَّن الوادي أن الهيئة استحدثت ضوابط لترخيص منظمي الرحلات السياحية، وتمت مناقشتها مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، لتكون الوثيقة منهجية تحقق أهداف وطموحات كافة الأطراف. وعليه، يتركز دور الهيئة الأساسي في الترخيص، ثم مراقبة أداء المرخصين لمزاولة هذا النشاط، للتحقق من التزامهم بتطبيق الضوابط المطلوبة بفعالية. وستقدم الهيئة الدعم والحوافز اللازمة للمستثمرين في هذا القطاع؛ ليتمكنوا من لعب دورهم في تطوير وتسويق الرحلات والفعاليات والبرامج السياحية. من جانبه قال احد منظمي الرحلات السياحية، إن منظمي الرحلات السياحية يعملون على تقديم عددا من البرامج السياحية التي تتوافق وخصوصية المجتمع السعودي، مبينا أن من ضمن البرامج السياحية المقدمة للزوار المعرض على وجه الخصوص، والمجتمع المحلي بوجه عام، عددا من برامج سياحية موجهة لزيارة مدائن صالح وسياحة البراكين، وبرامج سياحية لاستكشاف ساحل البحر الأحمر، وأخرى تتلعق بالجولات البرية الترفيهية وزيارة المتاحف والآثار والتراث الأثري. وتشير احصائية إلى أن نسبة إقبال المواطنين سواء الشباب والعائلات الراغبين في الرحلات السياحية ارتفعت العام الماضي مقارنة بعام 2008 بنحو 50 في المائة.