· في مقالةٍ بعنوان «لماذا لا تشربُ المجندات الأمريكيات مساءً؟» ينقل الأستاذ نجيب الزامل عن ( نانسي جبس ) الكاتبة في مجلة «التايم» الأمريكية، شيئاً من معاناة المجندات الأمريكيات اللاتي أمسين يفضلن تحمل وطأة العطش ليلاً ، على التعرض لتحرشات جنسية وحوادث اغتصاب إن هن خرجن لقضاء حاجتهن!.. و مكمن الخوف هنا لا يتأتى من متسكعي شوارع أميركا الخلفية ،وأزقتها المظلمة، بل من بعض مجنديها الرجال و في ثكنات جيشها الجرار ؛الذي تقول الكاتبة أن معدلات الاغتصاب بين أفراده زادت في العام 2009 بمعدل 9 % لتصل إلى حالة اغتصاب كل ساعة!. · المقالة أعادتني إلى خبرٍ كنت قد قرأته في العام 2006 عن شابة أمريكية وضعت كتاباً تحت اسمٍ غريب « كنت هناك ولكني لم افعل «!، و رغم بساطة الكتاب وقلة خبرة كاتبته ، إلا انه أثار ضجة واسعة في المجتمع الأمريكي، جعلته يتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في أميركا لفترات طويلة .. ليس بسبب قيمته الأدبية أو العلمية، بل لأن الكاتبة روت فيه كمّ المصاعب الكبيرة التي واجهتها في سبيل الاحتفاظ بعذريتها في تسعينات القرن الماضي..وهي الفترة التي يصفها الأمريكيون بأنها عصر الأضواء الحمراء، والتي تحولت فيها برامج التلفزيون إلى نواد ليلية تعرض المجون, وتحولت الثقافة في العالم الغربي كله نحو الجنس, والمتع الرخيصة !. · تارا- وهذا اسم الفتاة- لم تكن ملاكاً طاهراً.. فقد روت أنها كانت ضيفة دائمة في تلك التجمعات الصاخبة.. غير أن التاج الذي ميزها عن أقرانها هو احتفاظها بعذريتها..وهذا تميزٌ نادر يستحق التوثيق والتدوين في نظر مجتمع يُولد فيه سنوياً مليون طفل غير شرعي ، وتجرى فيه مليون ونصف عملية إجهاض ، بعد أن (اختلط ) حابله بنابله،الأمر الذي دعا والدها للقول : إنني فخور لأن الكتاب الأول لابنتي لم يكن بعنوان ال ( 365 ) رجلا الذين عرفتهم السنة الماضية !.. و الطريف أيضاً أن الناشر لم يصدق أن فتاة أمريكية بلغت السادسة والعشرين من عمرها ولم تتلوث , إلا بعد أن قدمت له الأوراق التي تدعم ادعاءاتها ,عندها قرر نشر الكتاب، بعد أن اشترط عليها الاحتفاظ بعذريتها لمدة سنة على الأقل بعد النشر.. إلا إذا تزوجت رسمياً ! . · ليس غريباً أن تثير تارا - كحالة استثنائية- دهشة مجتمع متعطش للعفة والفطرة السليمة كالمجتمع الأمريكي ،الذي فرط في تلك القيم ثم راح يبحث عن أريجها في متون الكتب.. لكن الغريب أن (العم سام - تعويذة الحرية والديمقراطية والعدالة ) المتحكم في وتيرة الكون الاقتصادية والعسكرية والإعلامية، و المدافع عن حقوق الشواذ والمثلين، لازال ينشر بين طلابه و مريديه حول العالم أن الحجاب قيدٌ و ليس خياراً شخصياً !، و أن الزواج ظلم وتسلط !، وأن عمل المرأة في المنزل ضعف يجب أن تتحرر منه!!.. متناسياً كل عيوبه الداخلية ، فارضاً رؤيته الخاصة على الجميع ، بعد أن نصب نفسه (بخشم الدولار و المدفع) حكماً وضابطاً لممارسات دول العالم من خلال تقاريره السنوية التي يرفع بها من يشاء ويخفض من يشاء، ويغض الطرف عمن يشاء. · كم أنت مضحك ومتناقض أيها العجوز سام ! . [email protected]