في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- شهدت جميع مناطق المملكة العربية السعودية عصر خير وبناء ونماء ولقد كان لمنطقة المدينةالمنورة رعاية خاصة من قيادتنا الرشيدة أيدها الله تواكب مكانة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضلها العظيم في قلب كل مسلم. فقد حظيت المدينةالمنورة عند زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بسلسلة من القرارات الحكيمة كان الغاية والمقصد منها خدمة المواطن والمقيم في هذه المنطقة المباركة ومن بين تلك القرارات التاريخية الموافقة على إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة بدعم ومشاركة مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي، وهانحن اليوم بعد استكمال جميع الاجراءات القانونية لوضع الشركة المطورة لمدينة المعرفة الاقتصادية تمهيداً لتأسيس شركة مساهمة سوف تطرح للاكتتاب العام بعد أخذ موافقة المجلس الاقتصادي الأعلى نحتفل بالإعلان عن بدء أعمال الإنشاءات بها. وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة المعرفة الاقتصادية بنحو 4.8 ملايين متر مربع ويبلغ رأسمال الشركة 9.1 مليار ريال ومن المخطط عند اكتمال بنائها أن يبلغ إجمالي الاستثمارات فيها 30 مليار ريال لتسهم في توفير 20 ألف فرصة عمل. وبلا شك أن هذه المدينة ستكون معلماً حضارياً لسكان وزوار المدينةالمنورة وصرحاً وطنياً عالمياً للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية مما سيسهم بإذن الله في إيجاد فرص استثمارية لدعم التطوير الاقتصادي للمدينة المنورة بشكل خاص وللاقتصاد السعودي بشكل عام. وتهدف هذه المدينة الاقتصادية إلى تأسيس قاعدة للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية ودعم مجال السياحة والتسويق في المدينة عبر متحف السيرة ومنطقة السوق ومنشآت سياحية متكاملة بمستوى عالمي وتأسيس منطقة تجارية ذات بنية تحتية عصرية لخدمة سكان المدينة وزائريها وتخفيف الضغط على المنطقة المركزية وتطوير منطقة سكن مميزة للراغبين في العمل والاستثمار والإقامة بجوار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وتتكون هذه المدينة من عدة عناصر رئيسية تشتمل على مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي ومعهد للدراسات التقنية المتطورة ومتحف تفاعلي للسيرة النبوية ومركز لدراسة الحضارة الإسلامية، كما تشتمل هذه المدينة على مجمع للدراسات الطبية والعلوم الحيوية والخدمات الصحية المتكاملة التي تضم العيادات والمختبرات المساندة ومراكز تجارية ومركز متكامل للأعمال إلى جانب المناطق السكنية المشتملة على العمائر والفلل والشقق والغرف الفندقية بمختلف المستويات والتي صممت لتستوعب هذه المدينة ما يقارب (200) ألف نسمة كما سوف يتم تزويد المشروع بكامل الخدمات التعليمية للأبناء والبنات كما سيتم ربط المشروع بطريق دائري داخلي يحيط بالمنطقة التجارية المركزية يعلوها مسار العربات الكهربائية وبالمحطة المستقبلية لركاب السكة الحديدية لتربط المشروع بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي كما تربطه أيضا بكل من مكةالمكرمة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ وجدة وينبع. ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله سائلاً المولى عز وجل أن يجزل له الأجر والثواب وأن يديم عليه لباس الصحة والعافية. امير منطقة المدينة المنورة