ماذا يعني استباق إسرائيل لمناوراتها العسكرية الضخمة (نقطة تحول4) التي تبدأ اليوم بتصعيد عدواني وحشي استهدف المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة موقعًا العديد من القتلى والجرحى والمعتقلين؟ وما معنى أن تتزامن تلك المناورات غير المسبوقة في جاهزيتها مع الانتخابات البلدية في جنوب لبنان؟ وأخيرًا ما معنى أن تأتي تلك المناورات بعد التهديدات الصادرة عن العديد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين باستهداف سوريا ولبنان وقطاع غزة، وأيضًا مع تواجد مبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل في جولته الجديدة للمنطقة؟ معنى كل ذلك ببساطة أن إسرائيل لا تريد السلام ، وأنها غير جادة بما أسماه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بمبادرات حسن النية تجاه عملية السلام التي وعد بها ميتشل، وأنها مستمرة في نهجها العدواني الذي لا يقتصر على الفلسطينيين فقط بعد أن تصاعدت وتيرة التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى سوريا ولبنان بدعوى المزاعم الإسرائيلية بتهريب سوريا صواريخ سكود لحزب الله، وهي الدعوى التي عملت تل أبيب على تسويقها أمريكيًا بهدف عرقلة تعيين سفير أمريكي جديد لدى دمشق، وتمديد العقوبات عليها، وهو ما نجحت في تحقيقه حتى الآن، فيما تخطط لشن حرب جديدة في المنطقة تحت نفس الذرائع، وتدل كافة المؤشرات على أن المناورات الكبرى التي تبدأها اليوم ما هي إلا استعدادات لهذه الحرب التي أصبحت وشيكة وفق تقديرات الخبراء. إسرائيل التي تقصف بشكل يومي مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل قطاع غزة ، وتواصل قصف مدن وقرى القطاع برًا وجوًا، وتقضم يوميًا المزيد من أراضي الضفة الغربية من خلال الجدار الفاصل، وتسعى إلى تهويد القدس العربية بالكامل، ولا تكف عن اعتقال أبناء الضفة والقطاع بما في ذلك الأطفال وفق الاتهامات الصادرة مؤخرًا عن السكرتير العام للأمم المتحدة، هذه الدولة التي تقوم بهذه الممارسات العدوانية الصارخة لا يمكن الوثوق بجديتها إزاء عملية السلام التي بات الرهان عليها ضربًا من ضروب المستحيلات، وهو ما ينبغي أن تضعه الأمة في الحسبان وتعد له العدة من الآن.