قال الضَمِير المُتَكَلِّم: أعزائي رسائلكم البريدية التي أعتز بها وصلت؛ وهي كثيرة ومنها: * محمد من جدّة أرسل متحدثاً: تعاني أمي منذ سنوات من ألام مبرحة في ظهرها، كثيراً ما تحرمها النوم، راجعت فيها عدة مشافِ حكومية وبعد مواعيد عرقوبية ماراثونية (لا نتيجة)؛ فما زالت أمي تصارع الألم؛ ولقد حاولت علاجها في الخارج ولكن المال معدوم، والواسطة مفقودة؛ و (ظَهْر أمّي غيرمهم) فَكَتِف الكابتن (ياسر القحطاني) أهم؛ فقد كان قبل أيام لاعباً مهماً في نهائي مباراة الأبطال؛ ثم اكتشفوا أنه يعاني من آلام متفاوتة في الكتف، وهو الآن في مدينة ليون الفرنسية لمعالجتها على حساب الدولة أعزها الله!! * الأخت شمس تقول: أنا خريجة بكالوريوس في قسم الأحياء تخصص نبات عام 1421ه من كلية التربية بجدة، تقدمت للوظائف الحكومية فلم يكن لي نصيب فيها لعدم وجود الواسطة، ومع ذلك حاولت تطوير قدراتي ومؤهلاتي بدورات مكثفة (لعل وعسى) ومن تلك الدورات: دبلوم انجليزي، دبلوم حاسب آلي تحت مسمى الحاسب والتعليم العام، دورة إدارة مدرسية، و تدريب وظيفي، ومع ذلك أتقدم كل عام للوظائف الحكومية ومنها التدريس دون فائدة؛ وزادت المعاناة مؤخراً بسبب رفض الخدمة المدنية لبعض الدورات بحجة أنها قديمة؛ فما ذنبي؟ وماذا أفعل؟! وأضافت: لقد عملت في مدارس أهلية كانت تستعبدنا وتذلنا - ونحن في بلاد الخير-، وكان أول راتب أقبضه منها (ثمانمائة ريال) ارتفع بعد ذلك إلى ألف ومائتي ريال؛ نعمل فيها حتى في تنظيف المدرسة؛ صدقوني هناك وظائف فيها اختلاط تناديني؛ ولكني أَبَيْت؛ فماذا أفعل هل أنتحر؟! * أحد الأخوة رسم معاناته برسالة نصها: نحن العاملين على بند الأجور (العمال الحكوميين)، نسيتنا الخدمة المدنية ووزارة المالية؛ فرواتبنا مع بدل النقل لا تتجاوز (1700 ريال)؛ أسألكم بالله بهذا المبلغ البسيط؛ كيف نبني حياتنا؟ كيف نتزوج؟ كيف نصرف على أسرنا قبل وبعد الزواج؟ كيف لنا أن نستأجر بيوتاً أو خرابات لنسكن فيها؟ كيف نسدد فواتير الكهرباء والجوال والمياه؟ باختصار كيف نعيش؟ فهل ننتحر؟!(الجواب: لا احْتَسِبُوا)!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.