اختار أعضاء المجلس النقدي الخليجي الدكتور محمد الجاسر كأول رئيس للمجلس النقدي الخليجي والأستاذ رشيد المعراج نائبا للرئيس، وذلك أثناء انعقاد المجلس في الرياض في الرابع عشر من ربيع الآخر 1431ه، إن العمل الدءوب، منذ عام 1426ه، للاتحاد النقدي والعملة الموحدة لدول مجلس التعاون سوف يؤدي بإذن الله لتحقيق التنافس في السياسات النقدية في الدول الخليجية التي دعمت هذا التعاون والتضامن النقدي. هو نموذج لاتحاد نقدي حضاري تقدمه هذ الدول للأخوة في الدول العربية والإسلامية. إن من الشرف العظيم لشعوب الدول الخليجية التي تعمل لتحقيق العملة الموحدة أن يصبح اسمها الدينار للأسباب التالية: أولاً: سوف يظل اسم الدينار، كما كان عبر القرون الماضية، محفورا في ذاكرة أجيال الأمة إلى ما شاء الله لأنه مذكور في قوله تعالى (ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما) آل عمران آية 75. ثانياً: إنه لشرف يكتب بجواهر الياقوت والألماس للدول الخليجية أن الاسم لعملتها الموحدة مسطور في الكتاب المنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم. ثالثا: من الشرف السامي لشعوب دول الخليج الموحدة في عملتها النقدية أنها سوف تردد على مدى التاريخ القادم، بإذن القادر، نفس المسمى للعملة التي تردد اسمها بين الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم. وللتوثيق لهذا أورد ما جاء في صحيح البخاري (عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصر يعني أحداً قال: ما أحب أنه تحوّل لي ذهبا يمكث عندي دينار فوق ثلاث إلا دينارا أرصده لدين). وأحد المذكور في الحديث هو جبل أحد المعروف في المدينةالمنورة. ومن المعروف تاريخيا أن الدنانير كانت تسك من الذهب، وفي تقدير علمي، أجراه كاتب هذه السطور، توصل إلى أن جبل أحد الظاهر فوق سطح الأرض يبلغ وزنه إذا تحول إلى ذهب، حوالى خمسة وأربعين مليار طن (البلاد، ملحق التراث في 7-11-1418ه). رابعاً: ظل اسم الدينار هو الاسم للعملة الرئيسية المتداولة في العهد النبوي وخلال عهود الخلفاء الراشدين، وكذلك على امتداد الحضارة العربية الإسلامية التي انتشرت عبر القرون في آسيا شرقا وسطعت في الأندلس غربا. ولا تزال بعض مناجم الذهب الأثرية لفترة تلك الحضارة بارزة في أديم تلك الأراضي. وهي شواهد واقعية لتزويد الأوائل بالمعدن النفيس ليسكوا الدنانير الذهبية. ويوجد في بلاد الحرمين الشريفين لوحدها المئات من مناجم الذهب الأثرية. واشتهرت مكةالمكرمة عبر تاريخ التداول بالعملات المعدنية بسك الدنانير الذهبية. خامساً: لن تبذل دول الخليج سوى مجهود بسيط للتعريف باسم عملتها الموحدة لأن مئات الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعرفون هذا الاسم العزيز المذكور في القرآن الكريم، كما يساهم المسلمون في الدول الصناعية الكبرى بالتعريف بالاسم لأنهم سوف يشعرون بالفخر لاختيار هذا الاسم العريق لعملة سوف تسعى عبر السنين لترسيخ وجودها الدولي. سادساً: يفد ملايين الحجاج والمعتمرين إلى بلاد الحرمين الشريفين، فمن التيسير عليهم نطق اسم عملة سمعوها تتلى أو قرأوها في كتاب الله العزيز. وهذا يجعل الحاج والمعتمر يشعران بالعزة والسرور لأن اسم العملة المتداولة في بلاد الحرمين الشريفين مذكورة في الكتاب المحفوظ في صدور المسلمين إلى يوم الدين.