* «استصحابًا لجسامة خطب فاجعة السيول في جدة، وما خلّفته من مآسٍ لا نزال نستشعر أحداثها المؤلمة، وتداعياتها حتى نقف على الحقيقة بكامل تفاصيلها، لإيقاع الجزاء الشرعي الرادع على كل من ثبت تورّطه، أو تقصيره في هذا المصاب المفجع، لا نخشى في الله لومة لائم، فعقيدتنا، ثم وطننا، ومواطنونا أثمن وأعز ما نحافظ عليه ونرعاه، جاعلين نصب أعيننا ما يجب علينا من إبراء الذمة أمام الله تعالى، بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، انتصارًا لحق الوطن والمواطن، وكل مقيم على أرضنا، وتخفيفًا من لوعة ذوي الضحايا الأبرياء، وتعزيزًا لكرامة الشهداء رحمهم الله بإرساء معايير الحق والعدالة». * هذه ورب الكعبة كلمات من نور، ومصاغة بماء من ذهب، فكل مفردة من مفرداتها لها معانٍ ودلالات، وكل معنى ودلالة من هذه المعاني والدلالات يأتي كبرد وسلام ونسيم هادئ يخفف من مصاب المنكوبين في سيول الأربعاء الكارثية في جدة، وهي فوق هذا وذاك بيان واضح لا لبس فيه من أعلى سلطة هرمية في هذا الوطن العزيز على حرمة الأرواح والأملاك، وعلى أمانة المسؤولية والاستشعار بقيمتها، كما أنها بيان حق بإرساء الحق والعدالة فوق هذه التربة المباركة. * هكذا هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يأتي ليكون مبشرًا لكل أبناء الوطن، ومن يعيشون فوق تربته الطاهرة بأنهم لن يُضاموا، وأن حقوقهم محفوظة، وأنه كأعلى سلطة هرمية في هذا الوطن يعتبرهم أمانة ومسؤولية.. وهو ما يخفف مصابهم، ويطمئن ذواتهم، فهل هناك وضوح أكثر من قوله يحفظه الله: «لا نخشى في الله لومة لائم»، ثم تأكيده رعاه الله على «إيقاع الجزاء الشرعي الرادع على كل مَن ثبت تورّطه أو تقصيره في هذا المصاب المفجع». * أي نعم أيُّها الملك الصالح، والإنسان، هي فاجعة ومؤلمة، وقد اكتوى بكارثيتها المئات والألوف من الأبرياء. وأنت اليوم حين تصدر أمرك الكريم بإحالة المقصّرين والمتورّطين فيها، فأنت تقول لنا جميعًا إننا آمنون مطمئنون إلى أن أرواحنا وأموالنا وممتلكاتنا عليها عيون ساهرة، وحامية بعد الحق سبحانه وتعالى. * كما في قراره الأول حفظه الله بعيد حدوث الكارثة والذي نص على تشكيل لجنة تقصي حقائق يأتي هذا الأمر الملكي ليؤكد للجميع أنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأن المواطنين والمقيمين أمانة ومسؤولية، وأن المسؤولين محاسبون أمام الله ثم أمام الدولة بأداء الأمانة، وتوفير أقصى درجات الراحة وتأدية واجباتهم وحقوق المواطنين والمقيمين بما يحقق العدالة والمساواة، وإلاّ فإن «الجزاء الشرعي الرادع» هو نصيبهم ومآلهم. * لنا الحق أن نفتخر بالأمر الملكي، وأن نجعله سندًا لكل مطالبنا أمام كل مسؤول يقصر في أداء وظيفته، وليعرف هو ومَن على شاكلته أن سيف العدل الذي أوجده خادم الحرمين الشريفين سوف يطاله، وأن مآسي الناس ليست من حق هذا أو ذاك يتلاعب بها كما يريد، فشكرًا أيُّها الملك العادل..! فاكس: 6718388 – جدة[email protected]