أدى اتجاه بعض المستهلكين إلى شراء الحديد المستورد بنوعيه الصيني والتركي إلى جفاف في السوق، على الرغم من تواجد الحديد الوطني في المستودعات على استحياء بسبب تعمد بعض الموزعين تخزين المتوفر انتظارا لما سيفرضه السوق من اسعار خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد دخول الكميات المتوقع وصولها خلال الشهر الجاري، لاسيما وان هناك موافقة من قبل الجهات المعنية بالسماح باستخدام الحديد المستورد شريطة ان يكون مطابقا للمواصفات، وهو القرار الذي وصفه البعض بأنه سيصب في مصلحة السوق، ويعمل على استقرار الاسعار نظرا لاتساع رقعة المنافسة بين المنتج الوطني والحديد المستورد. وفي شأن ذي صلة اتفق وزراء مالية دول مجلس التعاون الخليجي ، في اجتماعهم الاخير بالرياض امس الاول على الغاء الضريبة الحمائية المقررة على الحديد والاسمنت في خطوة اعتبرها بعض الموزعين انها ستعمل على فتح المجال للمنافسة التي تصب في صالح المستهلك، وتوفر الحديد بالشكل الذي يتفق والنهضة العمرانية التي تشهدها المملكة. وأكد موزعون ومقاولون ان المشاريع العملاقة والتنموية لم تتأثر بشح الحديد من الاسواق ، مشيرين إلى ان اعادة هيكلة بعض المشاريع وراء التوقف. و أكد عبدالله رضوان «صاحب مكتب مقاولات» نحن ننتظر عروض الطلب، لاسيما وان هناك توجيهات لالزام سابك بتأمين حصص من انتاجها لصالح الشركات الحكومية لاتمام ما لديها من مشاريع. واضاف: موجة ارتفاع اسعار الحديد ليست بسبب شح المنتج من الاسواق ولكن المشكلة في الاساس تعود إلى ارتفاع اسعار المواد الخام الداخلة في التصنيع. متوقعا تراجع الاسعار إلى معدلاتها الطبيعية بعد قرار بإلغاء الضريبة الحمائية على الحديد المستورد . ونفى رضوان القول بأن هناك مشاريع متوقفه بسبب شح الحديد، ولكنه استدرك قائلا: نعم هناك أزمة غير مدروسة في أسعار الحديد تسببت في وجود سوق سوداء ، مشيرا إلى ان الكثير من طبقات المجتمع المختلفة يعتقدون أن أزمة الحديد تسببت في وقف بعض المشاريع العملاقة وهذا فهم خاطئ فتوقف بعض المشاريع العملاقة قد يرجع إلى إعادة في الهيكلة. ولفت رضوان إلى اهمية التغيير في السياسة الشرائية للمواطن والمقاول، مشيرا إلى ان الحديد المستورد جيد ويخضع للمواصفات والمقاييس ، ولا يدخل إلى اسواق المملكة إلا بعد التأكد من مطابقته لمواصفات السوق السعودية. أما علي العولقي مدير المبيعات بإحدى مستودعات الحديد فأشار إلى أن الأسبوع الماضي وصلت إليهم كميات من حديد اليمامة مشيرا إلى ان هناك تفاوتا في حجم الطلب بين المقاسات، فالحديد مقاس 12ملم و18ملم غير متوفر لعدم استمرار إمدادات الشركة، وهو ما ادى إلى نفاد الكميات من هذين المقاسين. من جهته أكد احمد شعيب مدير المبيعات بإحدى مستودعات الحديد أن الحديد الصيني لم يصل منه أية انواع، مشيرا إلى أن مستودعهم أصبح خاليا من جميع المقاسات. واضاف : هناك وعود بوصول كميات هذا الأسبوع من الحديد التركي والمصري بعد انقطاع دام لفترة. وقبل اسبوعين من الآن وصلت كمية من الحديد المصري مقاس 16 ملم – 14 ملم -12 ملم ، إلا ان 18ملم -20ملم غير موجد في السوق مما جعل الطلب عليه يزداد هذا بالنسبة للحديد المستورد. أما الحديد المحلي فوصلت كميات من حديد الاتفاق 12 ملم – 32 ملم فقط خلال الأسبوع الماضي. أما المهندس أيمن مدير فرع بإحدى مستودعات موزعي سابك المعتمدين أشار إلى أن كمية المعروض من حديد سابك غير كاف لسد حجم الطلب في ظل ازمة الشح وارتفاع الاسعار، مشيرا إلى ان سابك هذا الأسبوع وفرت حجم 32ملم – 16ملم وهناك شح في المقاسات الأخرى والطلب متزايد عليها، مؤكدا انه في وجود الازمة الحالية فإن الوضع لم يتحسن والسوق تعيش حالة ترقب لحين وصول المستورد وطرح المنتج الوطني .