لست مع الاتحاديين الذين يبالغون عند الفوز في أي مباراة، ويتغنون بفريقهم، ويسطرون المعلقات عن النمور، والشراسة، والشجاعة، وحين الخسارة ينزلون بهم أسفل السافلين، ولا يبقوا شيئًا إلاّ وانتقدوه، حتّى حركات وهمسات ولمزات اللاعبين تكون موضع انتقاد، والأسوأ بث الشائعات التي تفرّق بين النجوم، وتشتت شملهم، فتلك معادلة خاسرة أتمنى صادقًا أن يقلع عنها من اعتادوها، وحيث إن نور قائد الفريق، ورمانته، وقلبه النابض، فإنه ينال الجانب الأكبر.. متى فاز الاتحاد طاروا به إلى السماء، وفي أول خسارة هاجموه وجرّدوه من كل شيء حتى إخلاصه وولائه، بل هناك مَن تجاوز الحدود، وشكّك في ذمم اللاعبين، من أجل الاتحاد ومصلحته هذا الخطأ الكبير في حق العميد يجب أن يتوقف. أمّا بالنسبة لمباراة الشباب فقد قدم الاتحاد عرضًا رائعًا أمتع به الجميع، واتّضح أن هيكتور يعرف فريقه السابق جيدًا، فقد قصص أجنحته، وحوله لحمل وديع، وأجاد لاعبو الاتحاد دون استثناء، وواصل حامي العرين الاتحادي مبروك زايد المستويات المتألقة، وثقته بنفسه، واستعاد هدوءه السابق، وكم كانت إطلالة الصقر نايف هزازي بهية وهو يحلّق في الدرة، ويهبط ليقتنص فريسته، ويضعها هدفًا في قلوب الاتحاديين، ولو كانت هذه الإشادة مرتبطة بالفوز، لكنت قد ناقضت نفسي، ولكني لا زلت متمسكًا بما أردده طوال الموسم الثقة كبيرة في النمور، ولديهم كلمة يودون إطلاقها ببلاغة. الواضح أن الاتحاديين قد استفادوا من أخطاء الإعداد للمباريات المصيرية في المرات السابقة، وهذا ما لمسته بعد الفوز على الشباب، والتأهل مباشرة، فجاءت التصريحات متزنة، والمهم أن تستمر، وفي اتجاه تصاعدي. كامل الاحتراف احترمت الفكر الاحترافي الذي تعامل به نجم الأهلي الجديد الدولي كامل الموسى، عندما تمسّك بالانتقال بشفافية، وأدار مفاوضاته باحترافية، وانتقل عن قناعة، وهو لاعب جسور، وروحه عالية، ويقدم مستويات تفوق قدراته الفنية، وأراه مكسبًا كبيرًا للأهلي، وأتمنى له التوفيق.