إذا كان الممثل ناصر القصبي الذي خدمه أناس كثر حتى صار ضمن الممثلين، حيث صقل أولئك موهبته حتى أصبح معروفا بالوسط الفني ولا نقول مشهورا فالشهرة تحتاج لسنوات من العطاء المتميز والأعمال التي تخدم المجتمع من خلال التمثيل، ومن الرجال الأوفياء الذين خدموه ومنهم محمد الشدي رئيس مجلس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سابقاً والأديب والإعلامي والإنسان الخلوق، وكذلك رائد المسرح السعودي ورئيس لجنة المسرح السعودي إبراهيم الحمدان والكاتب المبدع، كذلك الفنان الكبير القدير في فنه علي المدفع، لقد صقلوا موهبته الكوميدية التي لو استغلها ككوميديا للكوميديا لحقق مكانة طيبة بين أقرانه العرب، فلو وُظفت كما ينبغي لخدمة قضايا المجتمع لكان أفضل مما هو عليه اليوم، لأن ما يقدمه اليوم من نقد غير هادف وتسطيح للمجتمع السعودي ووصفهم بالسذج خلال أفكار ضعيفة، وكلنا ندرك ككّتاب وإعلاميين نزهاء نختلف معه ومع صديقه السدحان ونسبية كبيرة من المشاركين معهم، أننا لسنا في مجال محبة أو كره، لكن نهدف لنقد بنّاء يدعو للتعقل وعدم المساس بثوابتنا وقيمنا وعاداتنا ولهجاتنا، نعم لديه -نقصد القصبي- مواهب كوميدية لم تظهر كلها لكنها مع الأسف وُظفت توظيفا سيئا فلو أبتعد عن نقد التشفي والانتقام والنقد غير الهادف والبعد عن الإساءة لرجال الخير، لكنه مع الأسف أعتقد ان هذا أقرب طريق للشهرة فخسر جماهير كثيرة، وأقول له: إذا كان هناك ألف ضحكوا لذلك الاسفاف لأنهم ليس لديهم استعداد أن يفكروا أو يفهموا قصده، فإن هناك ملايين لم يعجبهم، فكل شيء يمكن التجاوز عنه إلا المساس بالدّين ثم القيم والعادات وانتقاد اللهجات. ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما نشرته بعض الصحف عن اللقاء الذي تم معه بإحدى القنوات المحسوبة علينا ومن ضمن ما قاله -وهذا كلام مردود عليه لا يصدقه عاقل كونه يمثل رأيه هو فقط- أنه رفض الاستمرار بعرض مسرحي كون الأهالي رفضوا دخول فتيات صغيرات للعرض، أقول له: كلامك مردود عليك لاننا مجتمع له عاداته وتقاليده، ثم لا داعي أن تتحدث عن الأطفال الذين جعلتهم شماعة لأمور نعرف قصدك منها، وحقيقة ما حصل هو أنكم كنتم تعرضون مسرحية “قرموش” بالقصيم بدون موافقة وهناك ملاحظات على النص عندما كانت جمعية الثقافة والفنون تتبع للرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث صدر أمر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله بايقافها، فلا داعي لذكر أمور بعيدة عن الواقع، أما مطالبتك بحضور الصغيرات أو النساء للعروض المسرحية فماذا سيضيف ذلك؟. فلا داعي أن تعطى نفسك وعملك دعاية غير واقعية وإذا أردت ان تعرف ان الناس ملّت من مسلككم فعد لأرشيف الصحف خلال السنوات التي مضت وحتى العام الماضي فقد أتفق كثير من الكتاب والقراء على سوء ما تقدمونه عبر مسلسل لا يعدو كونه اسكتشات مملّة ومكررة.