أدى جموع المصلين مساء أمس الأول صلاة الميت على الطفلتين الغريقتين فى بحيرة الصرف الصحى بحى وادى زقلة بالرصيفة وتم دفنهما بمقابر المعلاة بعد إنهاء جميع الإجراءات النظامية المتعلقة بالشرطة والدفاع المدنى وسط حزن كبير من الأسرة وأهالى الحى. وحمّل عدد من سكان حى وادى زقلة أمانة العاصمة المقدسة مسؤولية وفاة الطفلتين السبت الماضى وقالوا: إن المستنقع كان يحظى بمتابعة شركة النظافة السابقة حيث كانت تقوم يوميا بشفط (8-9)وايتات صرف صحى وعندما تعاقدت الأمانة مع شركة أخرى توقفت عمليات الشفط اليومية فيما رفضت الامانة هذا الاتهام بصورة كلية. وقال المواطن سعيد الزهرانى: إن موقع البحيرة يشكل خطرا على سكان المنطقة وماجاورها وسبق أن طالبنا الامانة والإدارة العامة للمياه بحل المشكلة لكن تجاهلونا تماماً والآن بعد وقوع الكارثة يتهرّبون من المسؤولية واوضح أن البحيرة تكونت فى عهد قريب وليست من أربعين سنة كما ذكر حارس الموقع وكان السكان يحذّرون أطفالهم من السقوط فيها ولكن ماحدث للطفلتين قضاء وقدر رغم تألمنا لفراقهما ومشاطرتنا الأسرة أحزانها. من جانبها رفض وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات المهندس عبدالسلام سليمان مشاط أمس إتهامات المواطنين وقال: إن فرقا متخصصة تقوم بعمليات الشفط مرتين يومياً منذ سنوات وبالتالى لم يكن هناك تجمع للمياه لكن يبدو فى الأيام الأخيرة زادت الكمية المعتادة وبالتالى حصل تجمع للمياه، ولفت مشاط أن الحل يكمن في قيام الإدارة العامة للمياه بعمل خطوط تمديد للخط الرئيسى للصرف الصحى لإنهاء المشكلة. من جانبه برأ مدير صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم فوتاوى إدارته من مسؤولة تكوّن بحيرة صرف صحى بوادى زقلة بالرصيفة والذى ذهب ضحيته طفلتان السبت الماضى. وقال: إن مثل هذه المواقع من مسؤولية الإدارة العامة للنظافة والرقابة الصحية والبيئية وإدارة الطوارئ بالأمانة وأكد أن إدارته لم تقف على الموقع حتى بعد الحادث لعدم الإختصاص. ************ محامي: مقاضاة الأمانة وطلب الدية قال المحامى الدكتور زاهد ذاكر: إن من حق والد الطفلتين التقدم للمحكمة المختصة لتقديم دعوى ضد الجهة الحكومية المختصة وهى أمانة العاصمة المقدسة، لأنها المعنيّة بردم وإغلاق المستنقعات المكشوفة والتى تشكل خطورة على الناس لاسيما القاصرين، وأشار الى أن التعويض يتمثل بالمطالبة بالدية الشرعية وإذا حصل تدافع بين الجهات المدّعى عليها فإن القضاء سيقرر الجهة المسؤولة فى ذلك، وقال: إن الجميع تابع قضية بحيرة المسك فى محافظة جدة وكانت الامانة هى الجهة المسؤولة عنها. ************ مدير المياه يلقي بالمسؤولية على صاحب الأرض قال مدير عام الإدارة العامة للمياه بالعاصمة المقدسة المهندس عبدالله أحمد حسنين: إن وادى زقلة من المناطق العشوائية التى لاتوجد بها شبكات صرف صحى ومياه مشيراً أن البحيرة التى تكونت فيها المياه نتيجة تسرب مياه الصرف من البيوت وتكونها فى حفرة معدة مسبقاً من صاحب الأرض ************ البلدي: حذرنا من خطورة المياه قال عضو المجلس البلدى الدكتور فيصل الشريف: إن ورشة الإصحاح البيئى التى نظمها المجلس البلدى حذرت من مثل الحوادث وأوصت بعدم السماح بتكون تجمعات للمياه في المساحات الخضراء في العاصمة المقدسة واستكمال وصيانة شبكات الصرف الصحي بأسرع وقت ممكن وتوفير وسائل صرف للملوثات الصناعية ومياه الأمطار لتجنب خلطها مع الصرف الصحي. كما أوصت بوضع خطط إستراتيجية لإعادة استخدام المياه المعالجة لاستخدامها في الزراعة خصوصاً في الأماكن التي كانت مخازن جوفية طبيعية مثل وادي فاطمة واستكمال شبكة المياه والصرف الصحي.