"صاروخ كهربائي اصابني في الرأس اثناء انقاذي لامرأة حامل في شهرها السابع" ... بهذه الكلمات تحدث النقيب مراد سالم الغامدي احد رجال الدفاع المدني الذي اصيب اثناء مباشرته حادثة المبنى المنهار في حي الصحيفة بجدة، وكشف عن تعرضه لثلاث اصابات اثناء اداء مهامه بالدفاع المدني. “المدينة” زارت النقيب الغامدي في منزله بحي الصفا، حيث تحدث قائلا: كنت الضابط المناوب حيث تلقيت بلاغا من عمليات الدفاع المدني تطلب المساندة لحادث انهيار مبنى بحي الصحيفة مكون من ثلاثة طوابق فسارعت الى الموقع وشاركت في عملية الانقاذ، وكنا نحاول انا وزملائي مسابقة الزمن لاخراج المحتجزين وهم احياء لان الوقت ليس في صالحنا، وبعد محاولات استطعنا اخراج اول فتاة وتدعى زهرة عبدي ابراهيم والحمد لله كانت في صحة جيدة وبعد فترة من الزمن سمعنا صوت استغاثة قريبا جدا، وبرفع الانقاض شاهدنا امرأة وهي تحتضن طفلا بين ذراعيها وكانت تصرخ “لقد مات ولدي” وبعد محاولات نجحنا في انتشال جثة الطفل الذي يبلغ من العمر عشر سنوات وكان قد فارق الحياة، اما والدته والتي تدعى عديه محمد نور فقد تم إنقاذها من بين اعمدة الخشب والحجارة. "الصاروخ الكهربائي" أصابني وعن كيفية اصابته قال الغامدي: اثناء انقاذ الام عديه وعندما كنت ممسكا بالخشب محاولا رفعه عنها كان احد زملائي يستخدم "الصاروخ الكهربائي" لقطع الخشب الصلب فانزلقت قدمي واصطدم رأسي بحافة الصاروخ مما تسبب في شرخ بالرأس، ولكن من التعب ومحاولة انقاذ الام لم اشعر بالاحتكاك وعندما امسكت بذراعها في محاولة لاخراجها شاهد زملائي الدم على ملابسي ووجهي بكميات كبيرة، فأمسكوا بي وكنت اقول لهم ماذا هناك وكانوا يصرخون الاسعاف فنظرت الى ملابسي فشاهدت الدماء عليها، وتم نقلي للاسعاف وايقاف النزيف ومن ثم نقلي الى مستشفى الملك عبدالعزيز حيث ادخلت إلى غرفة العناية المركزة بقسم الطوارئ وتم عمل اشعة لموقع الاصابة والحمد الله لم يكن هناك نزيف داخلي وتم عمل ثلاث غرز بالرأس. واضاف الغامدي: وفيما أنا ممد على السرير بغرفة العناية المركزة لم اصدق عيني عندما شاهدت المرأة التي كنت احاول انقاذها في السرير المجاور لي والاطباء يقومون بإسعافها، فقمت للاطمئنان عليها فأفادوني بأن حالتها مستقرة وانهم يحاولون انقاذ الجنين الذي في بطنها وفوجئت بأنها حامل وفي الشهر السابع. حادثان من قبل وكشف الغامدي ان هذه الحادثة هي الثالثة التي يتعرض فيها لاصابة اثناء اداء عمله بالدفاع المدني قائلا: تعرضت للحادث الاول قبل سنوات أثناء تسلقي لسيارة الشيول التابعة للدفاع المدني عندما كنا نقوم بمحاولة سحب سيارة كبيرة، وكان هناك تسرب للزيت ومن قوة الاصطدام تعرضت لضربة قوية باليد وكدت اقع من الشيول. اما الحادثة الثانية فحدثت عندما كنت متجهاً إلى حي قويزة اثناء كارثة سيول جدة بطريق الحرمين السريع حيث داهمتني السيول وانا داخل السيارة وجرفتني لمسافة بعيدة واستطعت ان اخرج منها والقفز إلى مكان مرتفع واستطعت الوصول الى موقع الكارثة في محاولة لانقاذ المحتجزين، اما الحادثة الثالثة فهي تلك التي وقت لي اثناء انهيار مبنى حي الصحيفة قبل ثلاثة ايام. صدمة الفجر الدكتور سالم الغامدي والد مراد قال: اولا الحمد لله على كل شيء وما اصاب مراد قضاء وقدر وهذا واجبه الوظيفي. وعن كيفية معرفته بالخبر أجاب: كنت في البيت مع اسرتي وعندما تأخر مراد اتصلت به وكان ذلك حوالى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل لمعرفة سبب تأخره، فرد علي بأنه سيتأخر بسبب حادث بسيط وقع في مبنى بحي الصحيفة وانه بخير، ولم يخبرني بإصابته، فذهبت للنوم، وفيما كنت أستعد للذهاب الى المسجد لصلاة الفجر دخل ابني مراد البيت واصبت بصدمة عندما شاهدت الدماء تغطي ملابسه والشاش على رأسه، سألته: دم من هذا ؟ فشرح لي انه اصيب في رأسه وانه بخير. واضاف أن الاطباء رفضوا خروجه من المستشفى وطلبوا منه المكوث ليوم واحد ولكنه رفض وخرج بعد ساعات حتى لا نقلق عليه.