استقبل الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية صباح امس بمدينة شرم الشيخ صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذى رأس مساء أمس وفد المملكة إلى اجتماع لجنة المبادرة العربية بمقر الجامعة العربية.وعلمت " المدينة" أن اللقاء كان ثنائياً واستغرق حوالى 40 دقيقة .. وتركز حول العلاقات الثنائية وسبل دعمها والدور الذى تضطلع به الدولتان الشقيقتان فى التعامل مع الراهن العربى.. ومستجدات الأوضاع فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكيفية مواجهة استحقاقات التحركات الأمريكية التى يجهضها الصلف الإسرائيلي واطمأن الأمير سعود الفيصل على صحة الرئيس المصرى ونقل إليه تحيات وتهاني القيادة بنجاح الجراحة التى أجريت لفخامته . الى ذلك عقدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزارى أمس اجتماعا هاما بمقر الجامعة العربية لدراسة المقترحات الأمريكية باستئناف عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط واتخاذ القرار العربي إزاءها وفى سياق متصل قال مصدر ل (المدينة) : إن الجانب الأمريكي يحاول التقريب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبدء المفاوضات غير المباشرة التى سوف تناقش قضايا الحل النهائى».وتابع المصدر قائلا: « بعد أن أعطت لجنة المبادرة مهلة أربعة أشهر للإدارة الأمريكية لتقوم بدورها فى إلزام إسرائيل باستحقاقات عملية السلام ورفض الدولة العبرية الامتثال لذلك، أظن أن القرار المناسب سيكون هو وقف محادثات التقريب» وكشف لأول مرة عن أن ما وصل الجانب الفلسطيني من مقترحات امريكية تشبه إلى حد كبير مقترحات الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والتى تنص على « مقايضة الأراضي لتعويض الفلسطينيين عن الكثير من الأراضي التي تحتلها المستوطنات في الضفة، كما تنص على منح مليارات الدولارات للفلسطينيين في مقابل التنازل عن حق العودة لمنازلهم في إسرائيل، وأن تكون القدس مقسمة بحيث تكون الغربية منها عاصمة إسرائيلية، والشرقية عاصمة فلسطينية، مع الاتفاق بشأن الإشراف الديني على الأماكن المقدسة في البلدة القديمة» واضاف المصدر أن الإدارة الأمريكية تحاول أن تمسك العصا من منتصفها، فهى تريد وتسعى بالفعل إلى إقامة الدولة الفلسطينية وتقتنع بضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، لكنها فى الوقت ذاته لا تمتلك القدرة للضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها تجاه الفلسطينيين وتجاه استحقاقات المفاوضات سواء المباشرة منها أو غير المباشرة. . من جهته قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن اجتماع لجنة المبادرة يناقش المقترحات والأفكار الأمريكية التي تقدمت بها واشنطن للجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الأخيرة لاستئناف عملية السلام ليتم تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنها. واضاف: إن اللجنة سوف تستمع للجانب الفلسطيني الذي سيشرح خلال الاجتماع ما قدمه واقترحه على الجانب الأمريكي خلال الاتصالات الأخيرة التي جرت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا ما نقله الجانب الأمريكي في اتصالاته مع إسرائيل.وردا على سؤال ل « المدينة» حول الموقف إزاء التعنت الإسرائيلي وعدم قدرة واشنطن على ممارسة الضغط المناسب على الحكومة الإسرائيلية .. قال موسى:« نحن نسعى إلى وضع إطار لاستئناف عملية السلام بتوافق عربي يقوم على أساس أن السلوك الإسرائيلى الحالى لا يتناسب مع الموقف العربي الراغب فى بدء عملية سلام حقيقية وليست عملية سلام شكلية تتمحور حول عقد لقاءات واجتماعات دون أن يفضى ذلك إلى أى نتيجة.