القدوة الحية أحمد الله ربَّ العزة الذي أحياني حتى طعنتُ في أواخر العشرين، وحتى تجاوزتَ يا سَيّدي منتصف التسعين وشارفتَ على المائة، فغيري لم يذق حلاوةَ وجودِ جد في حياته كما ذقتُها أنا بوجودك يا سيدي وقرة عيني، حملتُ اسمَك، واسم أبيك، واسم جدك، وكنيتك، لكني لم أتمن إلا حملَ أخلاقك النبيلة، وصفاتك العظيمة، ومع ذلك فأنا فخور بحمل اسمك، بل إني أجاهد و أكافح حتى أنال الدال التي سبقت اسمك ليحصل التطابق التام بين اسمي واسمك، لشدة ما أحمل لك في قلبي من حب و وئام. يا سيدي، دعني أحدث الناس بحبي لك، و اسمح لي بأن أشرح لهم شدة تأثري بك... أنت الذي أحببت مكة حبا لم يذقه العاشقون في عشقهم، ولم يصح للعاذلين أن يثربوا عليك فيه، لكن الحب دعوى، وفي مثالك يا سيدي، قد برهنت على صحة دعواك بتجسيد عمرك لخدمة أم القرى وأهلها. عشقنا مكة قبل التمييز وقبل أن نعلم مكانتها من شدة ما رأينا من عشقك لها حتى أنا وجدنا سمومها في عز الصيف ألذ من هواء أوروبا في قلب الربيع، ووجدنا جبالها الملساء عن أي خضار جنانا لمجاورتها للبيت العتيق، فالحمد لله الذي أنبتنا من نسل عاش في الربوع الطاهرة. يا سيدي، آن الأوان لأخبرك من أنت بالنسبة لي، أنت القدوة الحية التي ارتضيتها لنفسي منذ الصغر، فعلمتني الصلاة يوم أن تركها الكثير، ورمقتك منذ طفولتي لا تفتأ في قراءة وردك اليومي من القرآن، ولم أنس تبكيرك لصلاة الجمعة كل أسبوع في المسجد الحرام واصطحابنا معك بحنان ورفق، و أثر في حرصك على إمامة كل أهل بيتك في كل صلاة بقراءة خاشعة نابعة من قلب ملؤه إجلال الله تعالى، و كيف أغفل عن تواضعك و بساطتك و لين عريكتك مع القريب و البعيد حتى أحبك الصغير قبل الكبير، برك لوالدتك أسطورة لا تكاد تصدق، و طول عمرك في عافية دليل على هذه الأسطورة، أما عن صبرك فأسمع به و أبصر، كل شيء يهون عندك و يتفانى إذا استوطنت مكة، فالألم من شدة هواك لمكة يتلاشى، و الضعف ينقلب قوة، و الحزن يغدو سعادة، فإذا علت وجهك ابتسامة أشرق بها بيت النزهة بأكمله يا سيدي و قرة عيني. أتعبت من بعدك، ليتنا نستطيع أن نوافيك عشر حقك، و مع هذا فسعادتك ليست في طلبات من فلان و علان، بل هي برؤيتنا و سماع صوتنا كما تقول دائما، ما أبسط ما تريد منا، و ما أكسلنا في الوفاء، فكل ثانية معك كنز لا يعوض، و تاريخ لا بد أن يسطر، و مع هذا فلك منى العتبى على تقصيرنا. تجري الأيام في مجاريها، وكلما تشرق شمس يوم أنت فيه معنا نحمد الله على هذه النعمة، فأنت ما بقي من مجدنا و طيب ذكرنا في مكة، و دعاؤك الصادق غنيمة لنا نرى أُثارها في حياتنا، و تشجيعك لنا مدد ضروري لتحقيق أهدافنا، و وجودك قدوة لنا، و نصائحك دليل لنا في حياتنا. يا سيدي، هذه بعض كلمات لم توفِ عشر معشار العشير من حقك العظيم علينا، و لكن ما لا يدرك كله، لا يترك جله، أدامك الله على رؤوسنا مصدر عز و فخر، و أفاض الله عليك من عافيته و عفوه، و أطال عمرك على حسن عمل، و رزقك خاتمة الصديقين، و منازل الصالحين، و صحبة النبيين، و كتابا في عليين، و شربة من حوض سيد المرسلين، و مستقرا في جنات النعيم، آمين يا رب العالمين. حامد محمد الهرساني - مكة المخدرات.. دول مجتمعة للحد من انتشارها لطالما كانت سبباً في هلاك الإنسان وتدمير مقدرات المجتمع، لم يسلك طريقها شخص إلا اسودت صفحته مقابل صفحات اقرانه إذا فعل احدهم فعلة شنيعة أو جريمة مقيتة تساءل الجميع هل هو مدمن إنها داء الإنسانية الفتاك الذي لزم الوقوف بوجهه وقفة صارمة وعلى كافة الأصعدة.. إنها المخدرات. رغم الجهود المبذولة في مكافحة المخدرات تجد أنها مازالت تهدد المجتمعات الإنسانية جمعاء مما يؤكد على اننا بحاجة لتضافر الجهود وللسعي الدءوب للحد من انتشارها، هذا الداء الخطير الذي يهدد امن الوطن وينهش في مقدراته. ولحرص حكومتنا الرشيدة على الحفاظ على الوطن وعلى سلامة المواطن من أخطار المخدرات المُهلكة تنظم وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات والتي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي يسعى جاهداً لوطن بلا مخدرات. يشارك في الندوة متخصصون من (26) دولة عربية وإسلامية وأجنبية وعدد من الخبراء الدوليين من مختلف دول العالم حيث تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات للاستفادة من تجارب الدول المشاركة في ميدان مكافحة تهريب المخدرات ودعم الجهود الدولية المبذولة لحماية أرواح الناس من ضرر المخدرات ولاشك أن المملكة من الدول المتميزة في مكافحة المخدرات والتصدي لهذا الخطر الجسيم وهذا ما تثبته التقارير والإحصاءات المسجلة وتعد الندوة شاهداً جديداً على اهتمام الدولة ممثلة بوزارة الداخلية في مجال حماية الفرد والأسرة في المجتمع المحلي والدولي ودليلاً قاطعاً على ما تبذله لمواصلة المشوار لتحقيق المحافظة على الجوانب الصحية والاجتماعية والأمنية لكل مواطن ومقيم على أراضيها حيث أن المخدرات أضحت وباءً عالمياً انتشر في جميع دول العالم. إذ نأمل من خلال هذه التظاهرة الدولية إيجاد الحلول والمقترحات للحد من انتشار هذا الوباء الفتاك، ولنتفق بأن المسؤولية مشتركة وعلى الجميع تحملها كل من موقعه وحتى نعيش داخل مجتمع نظيف ووطن بلا مخدرات يجب أن نكون رجالاً ونساء ضمن هذه المنظومة التي تسعى لدحض المخدرات واجتثاثها فكما تحرص الدولة على منع تهريب المخدرات للمحافظة على سلامة المواطن والمقيم بالمقابل يجب أن يسعى المواطن والمقيم للحفاظ على سلامة الوطن وذلك بالكشف والتبليغ عن أي حركة أو مجموعة يُعتقد بان المخدرات تُنشر من خلالها. محمود علي النخلي