الدولة -حرسها الله- ممثلة في كافة قطاعاتها الخدمية تسابق الزمن من أجل تحقيق رفاهية المواطن على أعلى المستويات، لا سيما في مجال الحفاظ على صحة البيئة، وكثيرًا ما يطالعنا مدير صحة البيئة في أمانة مدينة الرياض بتصريحات تحمل في طياتها حرص الأمانة على صحة المواطن، ولا مشاحة في ذلك، ولكن الواقع لا يصدّق ذلك كثيرًا. حي الفلاح الواقع شمال مدينة الرياض، هذا الحي الحديث الراقي النموذجي، يفصل بينه وبين جامعة الإمام طريق واسع حيوي مهم من أربعة مسارات، ولكن كل ذلك لم يرق لأمانة مدينة الرياض، والشركة الوطنية للمياه، وذلك عندما سمحت لرتل من صهاريج الصرف الصحي لتفريغ حمولتها محاذاة الحي بينه وبين جامعة الإمام في منظر غير حضاري، فضلاً عن ضرره الصحي على أهل الحي، وجامعة الإمام، تفرغ الصهاريج حمولتها في فتحات في الجزيرة الفاصلة بين المسارات، يبدو أنها أُعدّت لذلك سلفًا. لا تستطيع الأمانة وشريكتها الشركة الوطنية للمياه بما أوتيتا من وسائل الحد من ذلك، ولا تستطيعان الاعتذار، بل الأدهى من ذلك أن ليس ثمة مؤشرات توحي بمنع الصهاريج من تفريغ حمولتها، كيف لا! وقد وضعت صبات خرسانية وحدد طريق خاص لهذه الصهاريج، وضع له حاجز يطلب من كل صاحب صهريج دفع مبلغ وقدره خمسة ريالات!! وتم حجب هذا الطريق بسياج من الألمونيوم لإخفاء أرتال الصهاريج عن أنظار المارة! لتفرغ حمولتها ليلاً!! هذا بالتأكيد خطأ ترتكبه الأمانة، والشركة الوطنية للمياه في حق سكان حي الفلاح، ومنسوبي جامعة الإمام، التي أتعجب من صمتها إزاء ذلك!! فنحن وإيّاها شركاء، كيف لا! وهي التي تنفذ الآن مضامير للمشاة على محاذاة الجامعة من الجهة الجنوبية والغربية، أمام رتل الصهاريج، فكيف يستقيم ذلك؟ وأليس في ذلك تناقض؟!! نحن سكان حي الفلاح بالذات، لم نفهم بعد لماذا تصر الأمانة، والشركة الوطنية للمياه على الإقدام على عمل غير مهني كهذا؟! عمل فيه تشويه، وعمل غير صحي بكل المقاييس، هل هو من قبيل الاستثمار؟! لا نعلم مَن هو المستفيد؟! نريد بدءًا إيقاف هذا التصرّف عاجلاً غير آجل، ثم نريد تحقيقًا سريعًا مع المسؤول الذي تخفّى خلفه، وأملنا كبير في سمو أمين مدينة الرياض-الذي يبذل جهودًا جبارة في سبيل تجميل مدينة الرياض- بأن يصدر توجيهه الفوري بإيقافه، وإلغائه بشكل تام، وإجراء التحقيق الضروري مع المتسبب، ونحن متيقنون بأنه ليس لدى سموه علم بذلك. إن مثل هذا العمل لا يرضي الله، ولا رسوله، ولا ولاة الأمر في بلادنا -حفظهم الله-. ونحن عندما نلقي اللوم على هاتين الجهتين، لا نتهمهما جزافًا، فلدينا القرائن على ذلك، فاللوحة الكبيرة المثبتة بالقرب من حاجز الصهاريج تحمل اسم أمانة مدينة الرياض، واسم الشركة الوطنية للمياه، ويبديان أسفهما على هذا الإزعاج الذي سيستمر عامًا كاملاً حسب ما هو مدوّن! إذًا هما شريكان في هذه المشكلة.